هل تـفــرق إيــران وغــزة بين الـصـديقين نتنيـاهـو و بـايدن

بايدن ونتنياهو

جو بايدن في عام 2010 ، عندما كان نائب رئيس الولايات المتحدة ، يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس.(الصورة: Getty)

يتابع الوسط السياسي بانتباه التجاذبات السريعة التي تشهدها علاقة الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن مع رئيس وزراء اسرائيل بينيامين نيتيناهو وعلى الرغم من أن الادارة الامريكية باختلاف اسمائها تنحاز تاريخيا الى الجانب الاسرائيلي الا أن تطورا أو أكثر يدخل اليوم على طبيعة العلاقة بين الرجلين ” الرفيقين ” كما عبر كل منهما في وقت سابق.

” كيف أصبحا صديقين “

تعود العلاقة بين بايدن ونتنياهو الى منتصف الثمانينات عندما كان يشغل بنيامين نتيناهو منصب المبعوث الاسرائيلي الدائم في الأمم المتحدة ورئيس البعثة الاسرائيلية في الولايات المتحدة، وكان جو بايدن حينها عضوا في الكونغرس الامريكي، وبحكم التأييد الذي يكنه بادين للدولة الاسرائيلية نشأت علاقة صداقة قوية بينهما.

صريح جو بايدن في مؤتمر صحفي له اثناء لقائه نتنياهو في واشنطن، بعد فوزه بالانتخابات عن اعجابه الشديد بذكاء نتيناهو فيما قال نتنياهو : بايدن صديق حقيقي هو الوحيد الذي واساني حين خسرت الانتخابات الاسرائيلية سابقا.

” محددات العلاقة “

في السياق تبدو العلاقة مع تولي بادين ادارة البيض البيت مطلع هذا العام في طريقها للاستقطاب بين صعود وهبوط وذلك وفق معطيات سياسية اقليمية قد تنعكس على العلاقة بين الرفيقين وبين الادارتين الامريكية والاسرائيلية.

المحددات التي يمكن أن تؤثر في علاقة الصديقين

الملف الايراني

أولى جو بادين اهتماما كبيرا في الملف الايراني النووي وعبر عن ذلك اثناء حملته الانتخابية مؤكدا على ضرورة العودة الى طاولة المفاوضات مع ايران على أساس قرارات اجتماعات دول الخمسة +1 .

شهدت الاشهر القليلة الماضية انفراجة بين واشنطن وطهران ، تمثلت برفع القيود والعقوبات الاقتصادية عن طهران، مكنت الاخيرة من استرداد ما يزيد عن 20 مليار دولار مقابل التزامها بالتفاوض حول المعتقلين الامريكيين والاتفاق بخيط سير تخصيب اليورانيوم.

هذا التطور تلقته ” اسرائيل ” بغضب. ونشر موقع والا الاسرائيلي تقريرا اشار فيه الى شعور بالقلق ينتاب اسرائيل ازاء الاتصالات القائمة بين الجانبين الامريكي والايراني، داعيا الادارة الامريكية الى العودة فورا لسياسة ترامب المتعلق بالملف الايراني.

تنامي العلاقة بين تل أبيب وبكين

تنشغل الادارة الامريكية في سياساتها الخارجية في  مواجهة الصعود الصيني على مسرح السياسة الدولية، وتحدث نعومي تشومسكي أن مهمة الديمقراطيين اليوم هي في احتواء التمدد الصيني ولجم صعودها وهو ما يعني بالضرورة مراجعة علاقتها بالحلفاء الذين يقيمون علاقات ثنائية مع الصين ،

وخلال الخمسة عشر سنة الماضية شرعت تل أبيب في استقطاب رأس المال الصيني الذي يستثمر في البنى التحتية الرقمية والمنشات والمباني فضلا عن استثمارات في قطاع المصارف البنكية والتعاون الطبي الذي فرضته جائحة كورونا مؤخرا .

وهو أمر لم يرق للادارة الامريكية الجديدة ورأت فيه حجرا مُلقى في طريق العلاقة التاريخية بين الولايات المتحدة الامريكية وحليفتها اسرائيل.

الحرب على غزة

شهدت الحملة العسكرية التي شنتها الطائرات الحربية الاسرائيلية على قطاع غزة والانتهاكات الاسرائيلية في القدس، نقطة تحول اضافية في مسار العلاقة بين الرفيقين الحميمين، وعلى الرغم أن ادارة البيت الأبيض أكد تأييده للحملة العسكرية على قطاع غزة ضد ما اسمته استهداف المنظمات الارهابية وكان الرئيس الامريكي جو بايدن قال في تصريح صحفي، ان “لاسرائيل حق الدفاع عن نفسها”.

الا أن استمرار الحملة العسكرية طيلة 11 يوما دفع الادارة الامريكية الى تغيير لهجة خطابها. كان الرئيس الامريكي بايدن كان حازما في اتصاله مع نتنياهو بضرورة وقف الحرب فورا.

كما شهدت أروقة الكونغرس الامريكي تحركا سياسيا داعيا لوضع حد للانتهاكات الاسرائيلية في القدس وقطاع غزة تزامن معها رأي شعبي امريكي عام مندد بالحملة الصهيونية واصفا ما يجري بنظام الفصل العنصري ” الابرتهايد “

وفي اتصال هاتفي جمع بين الصديقين همس بادين في اذن صديقه “أننا في موقف حرج وأنه ليس بوسعي أن امنع المجتمع الدولي من التحرك السياسي ضد اسرائيل اذا ما استمرت الحرب”.

كانت الولايات المتحدة الامريكية قد صوتت ثلاث مرات في مجلس الامن ضد قرار وقف العدوان على غزة.

Exit mobile version