نشطاء حقوقيون إسرائيليون يعيدون مقتنيات أسر فلسطينية صادرها الجيش

مقتنيات أسر فلسطينية

صبي يلعب في موقع منازل بدوية أزالها الجيش الإسرائيلي في تجمع خربة حمصة البدوي في غور الأردن بالضفة الغربية المحتلة يوم 5 نوفمبر تشرين الثاني 2020 (الصورة: رويترز)

فلسطين بدون رقابة

غمرت السعادة عددا من أطفال تجمع حمصة الفوقا البدوي وهم يبحثون عن مقتنياتهم التي تمكن نشطاء حقوقيون إسرائيليون يوم الجمعة، من إعادتها لهم بعد أن صادرها الجيش الإسرائيلي خلال عملية هدم مساكن ذويهم قبل ثلاثة أيام.

وأعادت مجموعة من نشطاء حقوق الإنسان الإسرائيليين بسيارتهم الخاصة يوم الجمعة، ما صادره الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء الماضي بعد هدم عدد من المنشآت في تجمع حمصة الفوقا البدوي شملت مقتنيات الأسر من الملابس وأدوات الطعام والنوم من أغطية وفُرُش.

قال جاي يشفيلد الذي عرف نفسه بأنه ناشط حقوقي إسرائيلي “أتيت اليوم إلى هنا (حمصة الفوقا) لأنني أشعر بالخجل مما قامت به دولتي”.

وأضاف”نحن هنا في حمصة مجموعة من النشطاء عملنا على إعادة أغراض العائلات التي يحاول الإحتلال ترحيلهم ونحن نعتبر عملية المصادرة غير قانونية لذلك أتينا هذا الصباح لنقدم الحد الأدنى من الدعم للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الإحتلال”. وفقا لرويترز.

وقامت قوات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الثلاثاء الماضي ترافقها جرافات وشاحنات بتدمير مساكن ست عائلات فلسطينية وحظائر للأغنام وصادرت ما دمرته إضافة إلى خزانات المياه وأعلاف المواشي.

وقال مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد عمليات الهدم والمصادرة، “إن إسرائيل تصرفت بموجب حكم أصدرته محكمة عليا ويقضي بهدم الخيام التي نصبها مجددا الفلسطينيون الذين “اقتحموا منطقة إطلاق النار” في 2012.

ويشير الاحتلال الإسرائيلي عادة إلى عدم وجود تصاريح بناء، وهي ما يقول فلسطينيون وجماعات مدافعة عن الحقوق إنه يستحيل الحصول عليها، كذريعة لهدم البنايات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.

وقالت لين هاستينجز، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي يوم الجمعة “تشكّل المحاولات التي ترمي إلى إجبار هذا التجمع وغيره على الانتقال إلى موقع بديل خطرًا حقيقيًا يتمثل في الترحيل القسري”.

وأضافت هاستينجز أن العاملين في المجال الإنساني الذين تمكنوا من الوصول إلى التجمع البدوي وجدوا “أن جميع الخيام والمواد الغذائية وخزانات المياه والعلف تعرضت للتدمير أو المصادرة”.

وقالت إن ذلك “ترك سكانه (التجمع البدوي)، بمن فيهم الأطفال، في العراء وفي قيظ الصيف، دون أي مؤن أساسية، بل إن الحليب والحفاضات والملابس وألعاب الأطفال سُلبت منهم”.

وأوضحت أنه “وفقًا للتقييمات المستمرة، فقدت ست أسر تضم 42 فردًا من بينهم 24 طفلًا، منازلها للمرة السادسة خلال هذا العام. وهُدم 38 مبنًى أو صودر، بما فيها خزانات المياه، الأمر الأكثر إثارة للقلق”.

وقالت هاستينجز “يتعين على السلطات الإسرائيلية أن توقف على الفور أي عمليات هدم إضافية تطال منازل الفلسطينيين ومقتنياتهم”.

كما طالبت بأن تسمح السلطات الإسرائيلية “لمجتمع العمل الإنساني بتقديم المأوى والغذاء والمياه لسكان هذا التجمع الذي يعتريه الضعف وأن تيسر لسكانه إعادة بناء منازلهم في موقعهم الراهن والبقاء فيه في كنف الأمن والكرامة”.

وقال نظام أبو الكباش (38 عاما) وهو أحد سكان التجمع البدوي ولديه أسرة من 11 فردا، إنهم لن يتركوا المكان مهما حدث.

وأضاف لرويترز يوم الجمعة “عادت ثلاث دوريات إسرائيلية ومعهم جرافة الليلة الماضية وأعادوا تجريف ما جرفوه في السابق.. أي شي كان ممكن نستصلحه ونستفيد منه رجعوا جرفوه”.

ويخشى الفلسطينيون أن تتمكن إسرائيل من السيطرة على سهول وجبال تمتد عشرات الكيلومترات من شرق مدينة طوباس حتى نهر الأردن وتستخدمها في توسيع عدد كبير من المستوطنات في المنطقة.

وفي الوقت الذي يعيش فيه سكان التجمعات البدوية في هذه المنطقة بدون أي خدمات للمياه والكهرباء والطرق، توجد على بعد عدة أمتار منهم كروم العنب والمساحات الخضراء الواسعة وبيوت من الإسمنت تتوفر فيها كل مقومات الحياة يسكنها المستوطنون.

ويعيش سكان هذه التجمعات على تربية المواشي مستفيدين من مساحات الرعي الواسعة في المنطقة.

رويترز
Exit mobile version