فلسطين – بدون رقابة
قالت جماعة حقوقية فلسطينية إنه بدأت تشريح جثة نزار بنات، يعتبر ناشط بارز توفي خلال اعتقاله من قوات الأمن الفلسطينية يوم الخميس أظهر إصابته بكدمات وسحجات وضربات على الرأس، مضيفة أن هذه الإصابات تشير إلى أن “الوفاة غير طبيعية”.
وقالت عائلة نزار بنات، المعارض البارز لسلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن قوات الأمن اقتحمت منزله في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة ليلا وضربته بقضبان معدنية على رأسه وانحاء جسمه، ورش غاز الفلفل على وجهه قبل أن تسحله الى مركبتهم.
السلطة الفلسطينية لم تعلق على نتائج عملية التشريح التي أجرتها الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بالضفة الغربية. وكانت السلطة الفلسطينية رفضت التعليق في وقت سابق على ملابسات وفاة بنات.
وفي وقت سابق من يوم الخميس توجه مئات الفلسطينيين إلى المجمع الرئاسي في رام الله للمطالبة باستقالة عباس بعد وفاة بنات التي أثارت دعوات من الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية والاتحاد الأوروبي لإجراء تحقيق شفاف.
وقال رئيس حكومة السلطة الفلسطينية محمد اشتية في بيان صحفي نشر على صفحته على الفيسبوك، انه اوعز بتشكيل لجنة تحقيق في وفاة بنات، وقال إنها ستتضمن مشاركة الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان. وخلا بيان اشتية من اية مواساة او تعازي لعائلة نزار بنات.
وفي إشارة واضحة على عدم الثقة في تحقيق السلطة الفلسطينية، قالت الهيئة إنها ستجري تحقيقها الخاص. وأجرت الهيئة تشريحا للجثمان بناء على موافقة من عائلة المتوفي وأعلنت النتائج المبدئية مساء يوم الخميس.
وقالت الهيئة “أكدت مشاهدات التشريح وجود إصابات تتمثل في كدمات وتسحجات في مناطق عديدة من الجسم بما في ذلك الرأس والعنق والكتفين والصدر والظهر والأطراف العلوية والسفلية، مع وجود آثار تربيط على المعصمين”.
نتائج تشريح جثة نزار بنات
وتابعت “تشير نتائج التشريح الأولية، حسب طبيب الهيئة وطبيب العائلة، أن الوفاة غير طبيعية، لكن تحديد سبب الوفاة الرئيسي من الناحية الإكلينيكية يتطلب الانتظار لحين ظهور النتائج المخبرية من أنسجة”.
وتجددت احتجاجات الفلسطينيين في وسط رام الله في وقت لاحق من اليوم الخميس. واشتبك البعض مع قوات الأمن التي استخدمت الغازات المسيلة للدموع وقنابل الصوت لتفريقهم.
من هو نزار بنات
بنات (43 عاما) ناشط اجتماعي معروف، اتهم السلطة الفلسطينية بالفساد في قضايا منها تأجيل الرئيس محمود عباس انتخابات تأجلت طويلا في مايو أيار، واتفاق لم يدم طويلا مع إسرائيل لتوفير لقاحات ضد كوفيد-19 كان سينتهي صلاحياتها خلال ايام.
وتقول جماعات حقوق الإنسان إن عباس دأب على اعتقال معارضيه وإنه يتولى رئاسة السلطة الفلسطينية لأكثر من عقد بموجب مرسوم.
وقال عمر شاكر من منظمة هيومن رايتس ووتش إن “الموت الصادم للناشط نزار بنات بعد وقت قصير من اعتقاله على يد السلطة الفلسطينية أمر غير مستغرب. قوات أمن السلطة الفلسطينية تقوم بالاعتقال التعسفي الممنهج منذ سنوات للمعارضين وتسيء معاملتهم وتعذبهم”.
وتقول عائلة نزار بنات إن قوات الأمن الفلسطينية مكونة وحدة مشتركة من 25عنصرا، اقتحموا المنزل في منتصف الليل وجذبوه من فراشه وانهالوا بضربه بهراوات معدنية.
وقال حسين بنات (21 عاما) وهو ابن عم نزار بنات ويقيم في نفس البيت “قوة كبيرة من أجهزة الأمن الفلسطينية اقتحمت المنزل الذي كان يتواجد فيه نزار بعد خلع الأبواب وبدأوا بالاعتداء عليه مباشرة”.
وأضاف “فتحوا الباب بالقوة. الأجهزة الأمنية أول ما دخلوا كان نزار نايم. صحينا على صوت ضرب نزار… كانوا طايحين ضرب على راسه بالعتلات الحديدية، وليس العصي الخشبية، اللي كسروا فيها الشبابيك. انهالوا عليه في الضرب لمدة ثماني دقائق متواصلة.
“إذا كنتم جايين تعتقلوه.. خدوه وخلاص بدون ضرب. ليش الوحشية.. ليش العنف؟”.
الخارجية الأمريكية تستنكر قتل نزار بنات
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن انزعجت بشدة لموت بنات ودعت السلطة الفلسطينية إلى إجراء تحقيق شامل وشفاف.
وقال نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في بيان “لدنيا مخاوف حقيقية بشأن قيود السلطة الفلسطينية على ممارسة حرية التعبير للفلسطينيين والتضييق على منظمات المجتمع المدني والنشطاء”.
وكتب مبعوث الأمم المتحدة للسلام بالشرق الأوسط تور وينسلاند على تويتر إنه منزعج وحزين لوفاة بنات ودعا إلى تحقيق شفاف.
وقدم وينسلاند تعازيه إلى عائلة بنات وقال “يجب تقديم الجناة للعدالة”.
وكتب وفد الاتحاد الأوروبي للأراضي الفلسطينية على تويتر “مصدومون وحزينون” لوفاة بنات. وأضاف “يجب إجراء تحقيق كامل ومستقل وشفاف فورا”. ووصفت لين هاستينجز منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية النبأ بأنه “مزعج” وطالبت أيضا بتقديم المسؤولين عنه للعدالة.
وتمارس السلطة الفلسطينية حكما ذاتيا محدودا بالضفة الغربية المحتلة التي يسكنها 3.1 مليون فلسطيني.
ويوم الاثنين أدان بنات الذي له 100 ألف متابع على فيسبوك مسؤولي السلطة الفلسطينية واصفا إياهم “بالمرتزقة” بسبب اتفاق تسلم لقاحات لكوفيد-19 اقتربت صلاحيتها من الانتهاء، وهو اتفاق سرعان ما ألغته السلطة الفلسطينية قائلة إنه تبين أن أول شحنة إسرائيلية من اللقاح تنتهي صلاحيتها قبل الموعد المتفق عليه.
وكان بنات يعتزم الترشح لانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني التي كانت مقررة في 22 مايو أيار. لكن عباس الغى الانتخابات متذرعا بالقيود الإسرائيلية على الفلسطينيين في القدس الشرقية. ويتهم المعارضون عباس بإلغاء الانتخابات لتجنب الخسارة أمام منافسيه.