ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بمقطع فيديو يصور حوراً بين سيدة فلسطينية ومستوطن اسرائيلي والذي ظهر فيه الاسرائيلي ” يعقوب ” مستنكرا التوبيخ الذي وجهته له السيدة الفلسطينية ، متسائلا ” اذا ذهبت لن تعودي ابدا فلماذا توبخيني ما علاقتي بالأمر ” بعد أن أكدت السيدة الفلسطينية أن هذا ليس منزله ولا يحق لك سرقته عليه.
” منطق اللصوص “
“اذا لم أسرقه أنا سيأتي غيري ويسرقه ” بهذا المنطق الذي يعتاد عليه اللصوص برر المستوطن يعقوب سرقته للمنزل والاستيلاء عليه، فيما أكدت السيدة الفلسطينية أنه : ليس مسوحا لأي أحد أن يسرق منزل الاخر “
يذكر أن سياسة الاستيلاء على منازل الفلسطيين في حي الشيخ جراح، وباقي مناطق البلدة القديمة يحدث في سياق نظام الفصل العنصري الذي يهدف الى تهويد القدس وتوسيع رقعة المستعمرات جغرافيا وتهجير الفلسطينيين.
وكان جل الاعمال المصري نجيب ساويرس، قد علق في تغريدة له عبر حسابه على موقع تويتر، على الفيديو المتداول بأنه منطق اللصوص في اشارة الى حديث المستوطن الاسرائيلي.
” عائلات فلسطينية على درب التهجير “
أمهلت محكمة الاحتلال المركزية عائلات فلسطينية مهلة حتى يوم الخميس لاخلاء منازلهم على ضوء مصادقة المحكمة على ملكية المستوطنين لهذه المنازل ومخطط الاحتلال الساعي للاستيلاء على 40% من اراض حي الشيخ جراح.
وفي الارقام فأن ثلاث عائلات فلسطينية تضم 27 فردا بينهم 8 أطفال تم تهجيرهم من منازلهم في حي الشيخ جراح.
وانذرت المحكمة خمس عائلات فلسطينية اخرى مكونة من 12 أسرة تضم 62 فردا بينهم 20 طفلا باخلاء منازلهم فوراً.
وبهذا فأن 19 أسرة من 8 عائلات فلسطينية تضم 87 شخصا بينهم 28 طفلا قد هجروا وطردوا في منازالهم أو مهددين بالطرد في المستقبل القريب، في سياق مخطط استيطاني عنصري تنفذه جميعات استيطانية يهودية، وذلك وفق المرصد الاورومتوسطي لحقوق الانسان .
” مخطط استيطاني وتواصل جغرافي “
بعد عزم الاحتلال الاسرائيلي على المضي قدما في مشروع تهويد القدس، وتغيير الوضع القانوني والتاريخي فيها فأن مخططات الاستيطان تستهدف كامل البلدة القديمة في القدس حيث يواجه حي مقدسي بأكلمه مصير الهدم اثر استعداد شرطة الاحتلال الى هدم جميع منازل الفلسطيينين في حي البستان في بلدة سلوان.
ويطال هذا التهجير القسري 100 منزلا يضم 1550 نسمة، لاقامة مشاريع استيطانية في محيط المسجد الاقصى. اذ يقع الحي على مساحة 70 دونما وفق المكتب الوطني للدفاع عن الارض الفلسطينية التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية.
بالاضافة الى احياء اخرى معرضة للهدم مثل حي وادي الربابة الذي يضم 1000 نسمة، وحي وادي ياصول الذي يضم 300 نسمة.
يأتي مشروع التطهير العرقي الذي يهدف باستبدال السكان الاصليين للمنطقة، بالمستوطنين في مناخ استعماري استيطاني توسعي، يسعى لخلق حالة الانسجام بين المستوطنات وتثبيتها كمدن قائمة في جسد الاراض الفلسطينية، والى تحقيق نوع من التواصل الجغرافي بين المستوطنات في القدس المحتلة وباقي مناطق الارض التي احتلت عام 1948.
وهو ما ينعكس بحسب الخبراء، على أهداف استراتيجية في مقدمتها المضي قدما في سياسة الضم وتثبيت دعامات الدولة اليهودية والقضاء على أي مستقبل لقيام دولة فلسطينية، أو على الاقل قيام دولة فلسطينية مشتتة جغرافيا .
يجدر بالذكر أن سياقات المشروع الاستيطاني في القدس يستدعي معه الحد من النمو السكاني الفلسطيني وتغليب المكون الاسرائيلي في سياسة عبث ممنهجة في التوزيع السكاني ” الديموغرافية ” عبر سياسات الطرد والتهجير والاخلاء والهدم التي تطال منازل الفلسطينيين.