يلقي السياسي الإسرائيلي اليميني المتطرف نفتالي بينيت بيانا اليوم الأحد من المتوقع على نطاق واسع أن يقدم فيه دعما حاسما لتشكيل “حكومة تغيير” تطيح برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وينتهي يوم الأربعاء التفويض الممنوح لزعيم المعارضة يائير لابيد لتشكيل ائتلاف وذلك بعد أربع انتخابات غير حاسمة جرت في غضون عامين. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه على وشك تشكيل ائتلاف يضم أحزابا من اليمين والوسط واليسار.
وتعود فرص لابيد في النجاح إلى حد بعيد إلى بينيت (49 عاما)، وهو وزير دفاع سابق يستحوذ حزبه (يامينا) على ستة مقاعد في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا مما يكفي ليجعله صاحب القول الفصل في تشكيل الحكومة الجديدة.
وبموجب اتفاق مرتقب لتقاسم السلطة، سيحل بينيت محل نتنياهو (71 عاما) رئيسا للوزراء على أن يفسح المجال لاحقا للابيد في اتفاق يتناوبان فيه على المنصب.
ولن يكون هناك الكثير من القواسم المشتركة بين أحزاب الائتلاف الجديد باستثناء خطة لإنهاء 12 عاما من حكم نتنياهو الزعيم اليميني الذي يحاكم بتهم فساد ينفيها.
وقال حزب يامينا إن بينيت سيدلي ببيان في الثامنة مساء (1700 بتوقيت جرينتش). ومن المتوقع على نطاق واسع أن يعلن بينيت أنه سيضع يده في يد لابيد الذي جاء حزبه يش عتيد (هناك مستقبل) في المركز الثاني بعد حزب ليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو في الانتخابات التي جرت في 23 مارس آذار.
وذكر بيان يامينا أن بينيت تلقى دعما لتحركاته الخاصة بتشكيل الائتلاف خلال لقائه مع نواب حزبه اليوم الأحد.
وقال موقع واي نت إن بينيت أبلغ النواب بأنه “يتجه نحو حكومة تغيير”. ونقلت وسائل إعلام أخرى عنه قوله إن نتنياهو لا يحظى بالدعم الكافي لحكومة يمينية وإن الاتفاق مع لابيد من شأنه تجنب إجراء انتخابات عامة خامسة.
وسيكون أي ائتلاف مناوئ لنتنياهو هشا، وسيحتاج دعما خارجيا من أعضاء عرب في الكنيست يعارضون الكثير من أجندة بينيت التي تتضمن بناء المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة وضمها جزئيا.
ومن المتوقع أن يركز الائتلاف على التعافي الاقتصادي من جائحة كوفيد-19، مع تجنب القضايا التي يختلف عليها الأعضاء مثل دور الدين في المجتمع وتطلعات الفلسطينيين لإقامة دولتهم.
وتردد على نطاق واسع قرب التوصل للاتفاق بين بينيت ولابيد حينما اندلع القتال في العاشر من مايو أيار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، ما دفع بينيت إلى تعليق المحادثات. وانتهى القتال بوقف لإطلاق النار بعد 11 يوما.
- عرض نتنياهو
وفي مسعى لإفشال الصفقة هذه، قدم نتنياهو اليوم الأحد عرضا من ثلاثة محاور يفسح المجال لسياسي يميني آخر هو جدعون ساعر.
وبموجب الاقتراح سيتولى ساعر، رئيس حزب أفق جديد اليميني، رئاسة الحكومة لمدة 15 شهرا يليه نتنياهو لمدة عامين ثم بينيت حتى نهاية ولاية الحكومة.
وقال نتنياهو في بيان مصور نشره على تويتر عن اقتراحه “نحن في لحظة مصيرية لأمن إسرائيل وطابعها ومستقبلها تطرح فيها جانبا أي اعتبارات شخصية وتخطو خطوات بعيدة المدى بل وغير مسبوقة”.
مع ذلك سارع ساعر، وهو وزير سابق في حكومة لحزب ليكود، إلى رفض العرض وكتب على تويتر “موقفنا والتزامنا لم يتغير – إنهاء حكم نتنياهو”.
ويشير خصوم نتنياهو إلى قضية الفساد ضده على أنها السبب الرئيسي لحاجة إسرائيل إلى زعيم جديد، ويقولون إنه ربما يستخدم فترة ولايته الجديدة لإصدار تشريع يوفر له الحصانة.
وإذا أخفق لابيد (57 عاما) في إعلان تشكيل حكومة بحلول يوم الأربعاء فسيصبح إجراء انتخابات للمرة الخامسة مرجحا.