مستشار مقرب من عباس يؤكد تدهور صحة الرئيس الفلسطيني

المقاومة الناعمة في فلسطين

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يلوح في وداع صحفية الجزيرة شيرين أبو عقلة ، التي قُتلت خلال تبادل إطلاق النار في جنين برام الله بالضفة الغربية في 12 مايو / أيار 2022. (الصورة: رويترز)

بدون رقابة

تشير تقارير صحفية ومصادر مطلعة إلى أن احد كبار المستشارين المقربين جدا من الرئيس محمود عباس تخلوا عنه ، بعد تدهور حالته الصحية في الآونة الأخيرة، وهو من يقف اليوم خلف ما يطلق عليه بـ”شائعات”.

 

ويؤكد مصدر رفيع المستوى في رام الله لبدون رقابة، ان مصدر الاخبار المتعلقة بصحة الرئيس عباس، يدرك جيدا انه ليس باستطاعة الرئيس عباس وكذلك لطاقم عباس الرئاسي، في الوقت الراهن من تقديم عباس على شاشة التلفزيون، للتأكيد على انه فعليا يتمتع بصحة جيدة، لانه ليس كذلك.

 

واكد المصدر، انه لا حاجة لاجراء تحقيقات بشأن ما تسمى بـ “شائعات” عن صحة الرئيس، لان المصدر الصحفي الذي نشر الخبر هو بي بي سي عربي، ومستشار كبير مقرب من عباس اخبر البي بي سي بذلك، وله سوابق في احداث ظروف توتيرية وفتنة خلال السنوات الاخيرة من حكم الزعيم ياسر عرفات.

محمود عباس

لم يسبق لرئيس السلطة الفلسطينية أن عين فعليا نائبا له، مما يعرض الانتقال السلس للسلطة للخطر وحدوث مواجهات في داخل حركة فتح والسلطة الفلسطينية.

ونشرت صحيفة امريكية يوم الاثنين تقريرا،  تحدثت فيه عن تراجع على صحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وتقول صحيفة “The Media line”، الذي يتمتع حسين الشيخ بعلاقة مع احد محرريها وعدد من العاملين فيها، ان “رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لا يتمتع بصحة جيدة بالمقارنة مع عمره الذي تجاوز الـ 86 عام”.

مظهر الرئيس عباس، يتم تصميمه بعناية لأنه لا يستطيع المشي بمفرده والحفاظ على توازنه دون مساعدة. وفقا لـ”The Media line” عن مصدر مقرب من الرئيس الفلسطيني.

وتقول صحيفة The Media line إن مساعد مقرب من الرئيس عباس اخبرهم: “نحتاج إلى مراقبته خلال الخطابات العامة، لأنه يمكن أن يستمر في الحديث الى ما لا نهاية”.

خطة “غروب الشمس” للحظات ما بعد وفاة الرئيس الفلسطيني

وكشف المستشار المقرب من عباس، لم تكشف عن هويته، ان خلال زيارة عباس الأخيرة إلى ألمانيا لإجراء فحص طبي ، تلقى عباس حقنة لتعزيز نمو الخلايا الجذعية في جسمه”.

وكان حسين الشيخ ، الذي عينه الرئيس عباس مؤخرًا، امين سر للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، خلفا للدكتور صائب عريقات، اجرى مقابلة مصورة مع “ميديا لاين الامريكية” في اغسطس عام 2021، التي تُعرِّف عن نفسها  انها تغطي الأخبار والأحداث في الشرق الأوسط.

صحة الرئيس محمود عباس

وتحدث الشيخ بالنيبابة عن السلطة الفلسطينية في لقائه مع الصحفية فيليس فريدسون The Media line- بشأن المحادثات مع “اسرائيل” المتوقفة منذ سنوات، واكد في حينها ان “السلطة الفلسطينية مستعدة  للجلوس والحديث المباشر مع اسرائيل”.  

واجرى حسين الشيخ مع فريدسون في حينها، حوارا منفتحا في مكتبه الذي يبعد بضع مئات الامتار عن مستوطنة بيت ايل في مدينة البيرة، وعرض لها صورا تذكارية التقطها خلال مسيرة عمله في السلطة الفلسطينية بعد رحيل الزعيم ياسر عرفات.

وكان الشيخ مطلوبا للعدالة من قبل السلطة الفلسطينية و حركة فتح، خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، على خلفية قضايا خلُصت اليها تحقيقات دعا اليها الزعيم عرفات في حينها.

كان الفساد واثارة الفتن وزعزعة صفوف حركة فتح، عبر بيانات نسبها لحركة فتح واخبار مفبركة، من اهم تلك القضايا التي وجهت للشيخ، واختفى عن الانظار الى حين وفاة عرفات في ظروف لم يُكشف عنها الى اليوم.

وبعد تسلم محمود عباس رئاسة السلطة الفلسطينية وقيادة حركة فتح و منظمة التحرير الفلسطينية، ازاح القضايا عن حسين الشيخ، و عينه مسؤولا عن التعاون والتنسيق مع الاسرائيليين.

اخبار نهاية الاسبوع

تقول “ذا ميديا لاين” ان أخبار نهاية هذا الأسبوع عن تدهور صحة عباس لم تكن هي الأولى من نوعها في السنوات الأخيرة. في الواقع ، الأخبار السيئة عن صحته تنتشر منذ شهريًا تقريبًا.

وتكشف ما يسمى بـ “الإشاعات” حول اعتلال صحة عباس ، صراعًا داخليًا شرسًا داخل حزب فتح الحاكم ، وتكشف الاضطرابات التي تختمر وراء كواليس معركة خلافة عباس.

وقال حسن عواد ، خبير الشؤون الفلسطينية المقيم في الولايات المتحدة ، لصحيفة ميديا لاين إن الشائعة التي انتشرت يوم السبت لم تكن “مصادفة” ، مضيفًا أن “هناك أطرافًا داخل السلطة الفلسطينية وفتح لها أجنداتها الخاصة”.

قال عوزي ربيع ، مدير مركز دايان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب ، لصحيفة “The Media Line”، إن هناك عددًا قليلاً من الأسماء الكبيرة التي تتنافس على منصب خلافة عباس، مما يمهد الطريق لمعركة عنيفة.

عندما نتحدث عن تسلسل الخلافة نركز على عدد قليل من قادة فتح ، حسين الشيخ وجبريل الرجوب هما الاسمان اللذان يظهران. كما لا يمكننا استبعاد محمد دحلان أيضًا “.

يقول ربيع إن إسرائيل والسلطة الفلسطينية متحدتان في الرغبة في عدم منح حركة حماس أدنى فرصة لملئ أي فراغ يخلفه غياب عباس.

لا ترغب إسرائيل في تزويد حماس بطريقة للسيطرة على الضفة الغربية والقدس الشرقية. هذا هو المحصلة النهائية التي اتفقت عليها فتح والأردن.

وزاد تقاعس عباس عن الظهور على شاشات التلفزيون لتهدئة الأخبار في مصداقية التقارير.

وقال عواد إن “غياب عباس قد يخلق عدة سيناريوهات لمدى سوء حالته الصحية ، مما يسبب ارتباكاً كبيراً على المستوى السياسي والشعبي”.

صدمت أنباء تدهور صحة عباس واتساع سلطات الشيخ هدوء رام الله البطيء في الصيف وكشفت الاستقطاب المتزايد بين المخيمات المتصارعة داخل فتح.

عباس يحكم أجزاء من الضفة الغربية. فقد السيطرة على قطاع غزة الذي سيطرت عليه حركة حماس الإسلامية عام 2007.

يقول العديد من المراقبين إن عدم اختيار خليفة يخلق بيئة مثالية لإشاعات مثل تلك التي انتشرت يوم السبت لمواصلة الظهور.

 وصل الاقتتال الداخلي داخل حركة فتح إلى مستوى خطير في الآونة الأخيرة ، حيث أدلى العديد من كبار قادة الحركة وقدامى المحاربين بتصريحات علنية تنتقد سياسات عباس ، خاصة بعد الخسارة المهينة لقائمة فتح في انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت.

وأظهرت الخسارة مدى الانقسام الداخلي داخل أكبر وأقدم حركة فلسطينية، ومستوى الإحباط من حكم عباس واحتكاره للسلطة. ويطالب العديد من أعضاء وكبار فتح الآن بالانفصال التام عن السلطة الفلسطينية.

يسود شعور بين أعضاء فتح بأن الحركة تدفع ثمن إخفاقات السلطة.

عباس يرفض مناقشة طريقة تعيين الشيخ

شغل الشيخ منذ سنوات منصب وزير في وزارة الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية ، وهي مسؤولة عن التنسيق المدني مع المسؤولين الإسرائيليين.

وتقول The Media line عن مصادر لم تحدد هويتها ، إن “المعارضين لتعيين الشيخ طالبوا بعقد اجتماع عاجل للقيادة لبحث طريقة التعيين ، لكن عباس رفض مناقشته أو الاجتماع بهم”.

وشهد الشيخ توسع دوره في الأسابيع الأخيرة لكنه لا يحظى بشعبية كبيرة بين أعضاء فتح، والشارع الفلسطيني كذلك.

 

 

 

 

 

 

Exit mobile version