تلاشي حل الدولتين: تحدث الكاتب توماس فريدمان، في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز، عن تلاشي حل الدولتين (فلسطين – اسرائيل). ويعتقد ان فريدمان، انه لا أحد يريد إعلان موت حل الدولتين ودفنه رسميًا، لأن استبعاده بشكل قاطع سيكون له تداعيات هائلة. لذا ، فإن الدبلوماسيين والسياسيين والمنظمات اليهودية الليبرالية يتظاهرون بأنها ما زالت تعاني من ضعف في دقات القلب.
الدولة الواحدة: مفهوم حل الدولتين آخذ بالتلاشي ولا يعني ذلك ان حل الدولة الواحدة هو الحل الاسهل. ويعني حل الدولة الواحدة، ضم “اسرائيل” للضفة الغربية والقدس التي تسيطر على تلك المناطق منذ حرب عام 1967. ثلاث امور مهمة تتعلق بالعيش المشترك (اليهود والفلسطينيين) بين نهر الاردن والبحر المتوسط، وفقا لدراسة يقول فريدمان انه درسها عن كثب، وهي:
أولاً ، أنت تدرك أنه على الرغم من الانفجارات العرضية ، فإن هذه المجتمعات المتنوعة للغاية ، والتي غالبًا ما تكون معادية ، ولكنها متشابكة بشدة قد تم الحفاظ عليها في حالة توازن تقريبي منذ اتفاقيات أوسلو عام 1993 ، وذلك بفضل مزيج من القمع الأمني الإسرائيلي ، وعمل السلطة الفلسطينية ، والاقتصاد. النمو والكثير من التنازلات البراغماتية وضبط النفس الذي تمارسه جميع الأطراف كل يوم.
توزان منذ عام 1993: تناول الكاتب فريدمان الى مجموعة متنوعة من التغييرات الديموغرافية والتكنولوجية والسياسية والاجتماعية طويلة الأمد تصل إلى نقاط تحول، تؤكد على جميع التوازنات بين اليهود وعرب إسرائيل (فلسطينيو الداخل المحتل عام 1948) والفلسطينيين، حافظت على ذلك كمكان مستقر بشكل تقريبي.
عدم الاستقرار: اشار الكاتب فريدمان الى اسباب عدم الاستقرار الحقيقية، كتلاشي عملية السلام وآفاق حل الدولتين ، وتوسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ، وفساد وانهيار السلطة الفلسطينية، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي.
انتشار محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي مثل التيك توك، والذي يضخ توثيق اطلاق نار على الفلسطينيين من قبل اسرائيليين، أو إسرائيليون تعرضوا بالسكاكين من قبل أفراد فلسطينيين. ويرى ان هذا صراع جديد منتشر وهو فعال بشكل لا يصدق، ويغرس الكراهية في مقاطع مدتها 15 ثانية، تجعل الجميع في حالة دائمة من الخوف والغضب.
هذا كله قبل الانتخابات الاسرائيلية وفوز نتنياهو، ما سيصبح قريبًا أكثر ائتلاف حاكم قومي متطرف ودين في تاريخ “البلاد”.
الحاكم الفعلي: يقول فريدمان، ان جميع الاحداث بشكل عام، تشير إلى الإدراك بأن “إسرائيل” ستحتاج إلى ممارسة الكثير من الانضباط الذاتي للحفاظ على الاستقرار. وكذلك جميع الأطراف ان تقوم بذلك – لكن “إسرائيل” هي صاحبة السيادة الفعلية على الارض (الجهة التي تحتل وتسيطر على الارض) .
بدون ضبط النفس ، لن تكون النتيجة حلاً مستقرًا للدولة الواحدة ، حيث يعيش اليهود الإسرائيليون والمواطنون الفلسطينيون الإسرائيليون والفلسطينيون في الضفة الغربية جميعًا في وئام. لا ، بدون ضبط النفس ، يمكن لنتنياهو وشركائه في الائتلاف دفن حل الدولتين وحل الدولة الواحدة في نفس القبر.
من شأن ذلك أن يترك لنا حل الفوضى الكبيرة الواحدة.
وعاء مضغوط: لكن النتيجة الأكثر ترجيحًا الآن، هي فوضى تامة ستترك إسرائيل لم تعد حجر الأساس للاستقرار للمنطقة ولحليفتها الأمريكية ، ولكن بدلاً من ذلك ، سيكون “وعاء مضغوط” غير مستقر ومصدر قلق بالنسبة لـ الحكومة الأمريكية.
وسبب القلق، هو ان شركاء نتنياهو الجدد يقفون على العكس تماما من “ضبط النفس”. أربعة من كبار قادة الأحزاب الخمسة في الحكومة الائتلافية القادمة – نتنياهو ، أرييه درعي ، بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير – وجميعهم اصحاب سوابق تشمل فساد وتحريض وعنصرية، وهم ليسوا أشخاصًا معروفين بالتوقف عند الأضواء الحمراء.
______