يثير مشروع مطار رامون الواقع في وادي عربة العديد من التساؤلات ، تتعلق بالتوقيت والأهداف الحقيقية خلافا لما يسعى الإسرائيليون “الترويج” له امام المجتمع الدولي ، من أنهم يوفرون للفلسطينيين سهولة التنقل والسفر ويسمحون لهم بالسفر الى العالم عبر مطار إسرائيلي.
وكانت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية قد أشارت ، في وقت سابق ، إلى أن الإعلان عن خطة مطار رامون ، التي ستمكن الفلسطينيين من استخدام مطار رامون بوادي عربة، جاءت بعد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة. وتعتبر من التسهيلات الاقتصادية للفلسطينيين.
محتويات الخبر
أزمة جسر الملك حسين
ويقول المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية – مدار، ان مشروع مطار رامون يُمكن الفلسطينيين من استخدام مطار رامون، للسفر الى خارج البلاد، حيث يندرج تحت محاولات تقليص الصراع مع الفلسطينيين.
يسعى القادة الإسرائيليون إلى “استغلال” الفلسطينيين لإنقاذ مشروع “مطار رامون” الذي فشل بالفعل ولم يدر عائدات مالية كما هو مخطط له.
ناقش مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية الخطة مع السلطة الفلسطينية ، لكن الأخيرة رفضت الفكرة. لذلك بدأت الإجراءات الإسرائيلية بمضايقات على معبر الملك حسين بدأت مع عيد الأضحى.
يقول عزيز المصري، باحث ومحلل سياسي، لـ”بدون رقابة”، ان المضايقات بدأت مع عيد الاضحى المبارك، هي مقصودة ومفتعلة، وتحمل رسالة خطيرة. وهي نتيجة رفض السلطة الفلسطينية لخطة مطار رامون، بهدف نقل رسالة مفادها، ان اسرائيل هي القوة المسيطرة على الارض، والسلطة الفلسطينية اضعف من ترفض فكرة يقترحها الاسرائيليون.
ويضيف المصري، ان “ازمة معبر جسر الملك حسين الخانقة، تاتي في سياق دفع الجمهور الفلسطيني لاختيار السفر عبر وجهة اخرى غير الاردن، وهي مطار رامون”.
سفر الفلسطينين عبر مطار رامون
من خلال القيام بذلك ، يهدف الإسرائيليون إلى نقل القرار الفعلي للجمهور الفلسطيني باختيار مطار رامون للسفر إلى العالم. ويضيف المصري أن السلطة الفلسطينية ليس لديها “سلطة” لمنع الفلسطينيين. وبالتالي ، إذا تم تمكين الفلسطينيين بالفعل من استخدام رامون ، فسيكون هذا مصدر دخل مادي يعوض خسارة مطار رامون “الفاشل”.
لكن خطة مطار رامون لا تقتصر فقط على إنقاذ المطار الذي فشل بالفعل ولم يحقق عوائد مالية كما كان مخطط، بل يهدف الإسرائيليون إلى إضعاف دور الأردن أيضًا، حيث سيكون لذلك تداعيات، منها خسارة الأردن للعائدات المالية التي يحصل عليها من الفلسطينيين خلال تواجدهم في الأردن، وعند استخدامهم مطار الملكة علياء الدولي ، وكذلك عند استخدام معبر جسر الملك حسين.
وحول “دور الأردن”. وأوضح المصري أن “إسرائيل تسعى لإضعاف محدود، وليس إنهاء دور الأردن، لدفعه لقبول العروض السياسية المقبلة”.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت السلطة الفلسطينية قادرة بالفعل على رفض الخطة ومنع الفلسطينيين من استخدام مطار رامون يقول المصري; “لا أعتقد أن الجمهور الفلسطيني سيستجيب للسلطة الفلسطينية. معللا ذلك، بان “الشعب الفلسطيني فقد الثقة بالسلطة الفلسطينية، فمسؤولي السلطة الفلسطينية يستخدمون مطار تل أبيب (مطار بن غوريون) ، وقضايا الفساد المالي والإداري تثقل كاهل مؤسسات السلطة الفلسطينية، والانقسامات الداخلية ، والفشل في تحقيق انجازات سياسية. كل هذا مزيج من الإخفاقات التي تسببت في فقدان السلطة الحاكمة لبضع مناطق بالضفة الغربية، ثقة الشعب الفلسطيني.
واقيم مطار رامون عام 2019، الذي يقع على بعد 18 كيلو متر، ضمن خطة إسرائيلية لاستبدال مطار إيلات الواقع داخل المدينة، ولاستبدال مطار عوفدا، على بعد 65 كيلومتراً شمال إيلات، وهو مطار مزدوج، اي مطار عسكري ويستقبل طائرات مدنية.
ويضم مطار رامون مدرج هبوط واحد بطول 3600 متر، بعرض 60 مترا، لكنه يعتبر متطور، ويضم برج مراقبة حديث، وسوق حرة معفية من الضرائب.
سبب إنشاء مطار رامون الدولي
وكان الاردن قد عارض اقامة مطار رامون الدولي عام 2019، واعتبر انه سيهدد مجاله الجوي. وافادت تقارير اسرائيلية في حينها انه يهدف إلى تعزيز السياحة في “الدولة اليهودية” ويكون بمثابة بديل طارئ لمطار بن غوريون في تل أبيب.
وتبلغ تكلفة المطار 500 مليون دولار، يمتد على طول الطريق السريع الرئيسي المؤدي شمالاً من مدينة إيلات المطلة على البحر الأحمر ، على بعد حوالي 18 كيلومتراً شمال المدينة وميناء العقبة الأردني المجاور.
وكان الاردن اشتكى بالفعل من الطائرات التي تهبط في رامون، التي تقع بالقرب من الحدود إلى الشرق.
ودعا الاردن في ذلك الوقت، منظمة الطيران المدني الدولي إلى “اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان التزام إسرائيل بالمعايير الدولية”. وابلغت المنظمة الطيران الجانب الاسرائيل، أن قرار تشغيل المطار لا ينبغي اتخاذه من جانب واحد حتى يتم حل جميع الأمور المعلقة.
وقال الاردن انه يحتفظ بكل الخيارات لضمان الدفاع عن مصالح المملكة وحمايتها.