مؤشرات قليلة على تباطؤ القتال بين “إسرائيل” وغزة مع تزايد الدبلوماسية

انقطاع كهرباء غزة

طائرات حربية اسرائيلية تهدم برج سكني من 13 طابق في قطاع غزة، 11 مايو 2021 (الصورة: Screen Grab)

بدت اليوم الثلاثاء مؤشرات قليلة على انحسار القتال المستمر منذ أكثر من أسبوع بين إسرائيل وحركة المقاومة حماس، وسط جهود دبلوماسية أمريكية وعالمية مكثفة لوقف أعنف قتال بالمنطقة منذ سنوات.

وقال “الجيش الإسرائيلي” في ساعة متأخرة من مساء الاثنين إن حماس والفصائل الفلسطينية، أطلقوا حوالي 3350 صاروخا من غزة، 200 منها يوم الاثنين فقط، وإن الضربات الجوية والمدفعية الإسرائيلية قتلت 130 مقاتلا فلسطينيا على الأقل.

وقال مسؤولون طبيون في غزة إن عدد الشهداء الفلسطينيين منذ اندلاع القتال الأسبوع الماضي بلغ 212 ، منهم 61 طفلا و36 امرأة. وقُتل عشرة في “إسرائيل” منهم طفلان.

وفي ظل الجهود الدبلوماسية التي لم تفلح على ما يبدو في وقف التصعيد، حذر مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة من خطر انتشار ما اسماه بـ العنف.

وأضاف في تصريحات للصحفيين قبل الوصول إلى بروكسل يوم الاثنين، لإجراء محادثات مع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي “تقييمي للأمر هو أنكم تخاطرون بزعزعة الاستقرار بشكل أوسع وبسلسلة من التداعيات السلبية إذا استمر القتال”. وأضاف “مواصلة القتال ليست من مصلحة أي أحد”.

واستمرت الضربات الجوية الإسرائيلية على غزة خلال الليل. وأصابت صواريخ أُطلقت بعد الفجر بقليل مبنيين في مدينة غزة، مما تسبب في تصاعد أعمدة من الدخان الكثيف في السماء.

وأطلق المسلحون في القطاع صواريخ في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء تسببت في انطلاق صفارات الإنذار في مدن جنوب إسرائيل، ليهرع الآلاف إلى الاحتماء بالملاجئ.

ولم ترد تقارير عن إصابات على أي من الجانبين.

وبدا أن إطلاق الصواريخ من غزة خلال الليل كان أقل منه في الليالي السابقة.

وأظهرت بيانات الإنذارات من الصواريخ للجيش الإسرائيلي أن إطلاق الصواريخ خلال الليل توقف ست ساعات قبل استئناف إطلاقها مجددا عند الفجر.

وذكر مراسل لرويترز أيضا أن إطلاق الصواريخ من غزة توقف خلال الليل.

*جهود دبلوماسية

قال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، عبَّر في اتصال برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين عن دعمه لوقف إطلاق النار.

لكن نتنياهو قال للإسرائيليين في وقت سابق إن الضربات على مواقع وزعماء المسلحين في غزة ستستمر.

وقال عقب اجتماع بقادة الجيش والمخابرات “توجيهاتنا هي مواصلة ضرب الأهداف الإرهابية… سنستمر في التحرك كما تقتضي الضرورة لاستعادة السلام والأمن لكل سكان إسرائيل”.

وتوعد الجناح العسكري لحركة حماس بالرد بمزيد من الصواريخ. وقال أبو عبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري للحركة “لقد كثّف العدو الصهيوني المجرم قصفه للبيوت والشقق السكنية المدنية الآمنة في الساعات الأخيرة، وبناءً عليه فإننا نحذّر العدو بأنه إن لم يتوقف حالاً عن قصف البيوت الآمنة؛ فإننا سنعاود قصف تل أبيب”.

وحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جميع الأطراف على حماية المدنيين.

وقال بلينكن إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكنه قال أيضا إنه لم يشهد أي دليل من إسرائيل يثبت استخدام حماس مبنى يضم مكاتب إعلامية ومنها وكالة أسوشيتد برس الأمريكية الذي دُمر في ضربة صاروخية يوم السبت.

وقالت حماس يوم الاثنين إنها ليس لها أي مكتب في المبنى، وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة في بيان إن ما قالته إسرائيل مزاعم زائفة ومحاولة لتبرير جريمة استهداف برج يستخدمه مدنيون.

وكثف وسطاء مصريون ومن الأمم المتحدة أيضا الجهود الدبلوماسية بينما ستعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعا يوم الخميس لبحث الموقف.

وأقرت إدارة بايدن صفقة بيع إسرائيل أسلحة دقيقة التوجيه بقيمة 735 مليون دولار، وقالت مصادر بالكونجرس الأمريكي يوم الاثنين إن من المستبعد اعتراض المشرعين على الصفقة رغم “العنف”.

بدأت حماس الهجوم الصاروخي يوم الاثنين من الأسبوع الماضي بعد توتر على مدى أسابيع بسبب دعوى قضائية لطرد عدد من الأسر الفلسطينية في القدس الشرقية وردا على اشتباكات الشرطة الإسرائيلية مع الفلسطينيين قرب المسجد الأقصى في شهر رمضان.

ويشعر الفلسطينيون بخيبة الأمل كذلك بسبب الانتكاسات التي تعرضت لها طموحاتهم بشأن إقامة دولة مستقلة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في السنوات القليلة الماضية.

ووقعت اشتباكات بين العرب (الفلسطينيين في الداخل المحتل عام 1948) واليهود في بلدات يقطنها مزيج من اليهود والفلسطينيين الذين يشكلون 21 بالمئة من السكان في الداخل.

وحذر الرئيس الإسرائيلي من أن التوتر بين اليهود والعرب قد يتطور إلى “حرب أهلية”.

وتخطط مدن فلسطينية بالضفة الغربية وبلدات عربية بفي “إسرائيل” لتنظيم إضراب عام اليوم الثلاثاء، حيث انتشرت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تدعو إلى التضامن “من البحر إلى النهر”.

بدون رقابة / رويترز
Exit mobile version