قمة العقبة الثانية.. عشرون عاما على “خطة الطريق”

الرئيس الامريكي جورج بوش يتوسط رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (يمين) ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون (يسار) في العقبة الاردن في يونيو عام 2003. (الصورة: AFP)

بدون رقابة

الاخبار: لقاء هو الاول من نوعه منذ سنوات، يضم رجالات على ما يبدو انتدبهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي يعاني من ظروف صحية بسبب كبر سنه، في العقبة، مع الجانب الاسرائيلي والامريكي. ويأتي اللقاء اثر تفاهمات سرية جرت قبل عدة اسابيع، اثمرت الى دفع السلطة الفلسطينية الى التراجع عن مساعيها في تقديم مشروع قانون في مجلس الامن الدولي، بشأن وضع الاستيطان في الاراضي الفلسطينية التي احتلت في حرب عام 1967. 

التفاصيل: ذكرت صحيفة الغد الاردنية، مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين يعقدون اجتماعا أمنيا وسياسيا في الاردن يوم غد الاحد، في اطار جهود لانهاء الاجراءات الجانب والصول الى تهدئة. 

خيانة: طالبت الفصائل الفلسطينية قيادة السلطة الفلسطينية بالانسحاب من اللقاء، الذي وصفته بالخيانة. اذ تواجه السلطة الفلسطينية انتقادات شعبية و فصائلية لموافقتها الحضور والمشاركة في اللقاء. 

اشارت الجبهة الديمقراطية، أن اجتماع قمة العقبة لم يحظ بمباركة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، بل اتخذته القيادة السياسية للسلطة الفلسطينية من جانب واحد. 

قال صالح رأفت ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، إنه من المستحيل التوصل إلى تفاهمات مع الحكومة اليمينية في إسرائيل “لأنها انتهكت جميع التزاماتها تجاه الإدارة الأمريكية تجاه وقف الأنشطة الاستيطانية والتوغل في المدن الفلسطينية ومخيمات اللاجئين “. وحث رأفت قيادة السلطة الفلسطينية على عدم المشاركة في الاجتماع ومواصلة الضغط في الأمم المتحدة والأطراف الأخرى لفرض عقوبات على إسرائيل وإلزامها بالالتزام بالقرارات الدولية.

العقبة 22

مروحية اردنية في مقر رئاسة السلطة الفلسطينية (مقر المقاطعة) لنقل الوفد الفلسطيني عشية اجتماع العقبة.

شخصيات تفتقر الى رصيد شعبي: ذكرت تقارير ومصادر في رام الله، ان الشخصيات التي انتدبها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تضم كل من حسين الشيخ، امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية و الوزير المسؤول عن التنسيق والتعاون مع اسرائيل، ماجد فرج مسؤول المخابرات الفلسطينية، مجدي الخالدي، مستشار “ابومازن” للشؤون الدبلوماسية. 

يفتقر الثنائي ماجد فرج وحسين الشيخ، الى رصيد في الشارع الفلسطيني، اذ لا يتمتع الاثنان بسمعة طيبة. ماجد فرح كان ضابط برتبة متوسطة في جهاز الامن الوقائي، قبل ان يعينه “ابومازن مسؤول المخابرات بعد اقالته للواء توفيق الطيراوي عام 2008. لا يملك ماجد فرج مؤهل علمي عالي، ولا يتمتع بقاعدة شعبية في الشارع الفلسطيني.

وحطت طائرة مروحية اردنية اليوم السبت، في مقر المقاطعة، مقر رئاسة السلطة الفلسطينية، في رام الله بالضفة الغربية، لتقل ماجد فرج، وحسين الشيخ ومجد الخالدي. 

قمة العقبة 2003: لم يشارك محمود عباس في القمة المرتقبة في العقبة، بسبب ظروف صحية تعيق ذلك بالدرجة الاولى، وفق مصدر في رام الله، الذي اوضح، “ان الشخصيات المشاركة كانت بطلب من ادارة بايدن والجانب الاسرائيلي، ولم يقرر عباس بالفعل مشاركة حسين الشيخ، لكنه استطاع ايفاد مستشاره الدبلوماسي مجد الخالدي.  

ويضيف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الأحداث مشابهة لقمة العقبة في الأردن التي عقدت في تموز (يوليو) 2003 ، أي قبل نحو عام من غياب ياسر عرفات عن الساحة إلى الأبد. ترأس عباس ، الذي كان رئيس الوزراء ، الوفد الفلسطيني ، بينما بقي عرفات في مقره في المقاطعة ، وتم الاتفاق على “خطة الطريق” مع رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون والرئيس الامريكي جورج بوش الابن. 

الإسرائيليون لا يكترثون حقا بعباس. يريدون الآن توطيد علاقاتهم مع الشخصيات الفاعلة (من وجهة نظرهم) التي يمكنها الحفاظ على الاتصالات بعد غياب أبو مازن. لأن ما يهمهم في المرحلة الحالية ، وهي مرحلة انتقالية اذا صح التعبير، بالنسبة للإسرائيليين والأمريكيين، هو الأمن واستمرار الوضع الراهن، وانهاء كافة الأعمال العسكرية ضد الإسرائيليين والأمريكيين في انحاء الضفة الغربية، خاصة في الشمال، ووضع الخطة الأمنية الجديدة في سياقها الرسمي.

في نهاية اجتماع قمة العقبة الاول عام 2003، الذي نجم عنه “خطة الطريق” ، وجه محمود عباس، رسالة شديدة الى المقاومة والفصائل المسلحة، ووعد بانهاء الاعمال المسلحة ضد الاسرائيليين، داعيا الى نهاية لما أسماه “العنف والإرهاب” ضد الإسرائيليين.

أضفاء الطابع الرسمي: اشار موقع أكسيوس، أن الاجتماع الامريكي – الاسرائيلي – الفلسطيني، يهدف إلى إضفاء الطابع الرسمي على التفاهمات التي تم التوصل إليها مؤخرًا بين إسرائيل والفلسطينيين، والتي أدت إلى تأجيل تصويت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قرار يدين الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية.  

وقال التقرير إن إدارة بايدن دفعت لعقد قمة العقبة، في إطار محاولاتها لتهدئة الوضع في الضفة الغربية، قبل شهر رمضان المبارك الذي يبدأ في 22 مارس آذار.

وكشف أكسويس أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي وحسين الشيخ قد عملوا على الاجتماع في الأردن كجزء من المحادثات السرية التي أجروها.

 

 

 

نص بدون رقابة
Exit mobile version