عباس والسلطة القضائية.. دلالات التغيير وعبرة التوقيت!!

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يلقي خطابا بشأن تفشي فيروس كورونا في مقر السلطة الفلسطينية في مدينة رام الله بالضفة الغربية ، 5 مايو ، 2020. (الصورة: Flash90)

تُثير موجة الإقالات والتعيينات الإدارية الجديدة التي يقوم بها محمود عباس في مؤسسات السلطة الفلسطينية سيما القضائية، موجة من التساؤلات حول دلالاتها وتوقيتها بعد الإعلان عن إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية.

وعلى الرغم من أن محمود عباس اعتاد بين فترة وأخرى على إجراء تغييرات على سلّم قيادة المؤسسات والهيئات المختلفة، إلا أن ما يجري مؤخرًا يُثير الجدل والقلق في الأوساط الفلسطينية.

إقرأ أيضاً :

عباس والإقالات من فتح.. تكريس لإستبداده وهربا من المسائلة

حركة نشطة من التعيينات والتقلبات على المستوى الإداري في السلطة الفلسطينية يقوم بها عباس في توقيت دقيق.

يد عباس تطال القضاء الشرعي

أعلن الرئيس محمود عباس الخميس، يوم 18 مارس، عن إجراء تعديلات وتعيينات جديدة على جسم القضاء الشرعي، بعد التعيينات الكبيرة التي طالت دائرتي القضاء النظامي والدستوري قبل أشهر.

التعيينات الجديدة في القضاء الشرعي أسالت الكثير من الحبر، وردود الأفعال المشككة بنوايا الرجل تجاه الجسم القضائي في فلسطين.

يرى مراقبون أن هذه التعيينات تعني بالضرورة احكام السيطرة المطلقة من محمود عباس على السلطة القضائية برمتها.

السلطة القضائية في دائرة الشك

أولى خطوات محمود عباس في مد يده على السلطة القضائية، بدأت بتعيين محمود الهبّاش قاضيا للقضاة في عام 2004، لرجل يعرف عنه إخلاصه وولائه لعباس.

كما أصبح الهبّاش رئيسا لمجلس القضاء الشرعي والمحكمة العليا الشرعية، ما يعني أن عباس بات يسيطر على كل كبيرة وصغيرة في مجلس القضاء الشرعي والمحكمة العليا الشرعية والمحاكم الشرعية بدرجاتها وقضاتها.

وبهذه الإجراءات يكون عباس ضمن ولاء السلطة القضائية بكل تفصيلاتها وتفريعاتها، في مرحلة أحوج ما يكون فيه الرجل للسيطرة على كل المفاصل في السلطة الفلسطينية ومؤسساتها.

أخبار ذات صلة :

عباس يبدأ بمعاقبة القدوة.. وقف مخصصات مؤسسة ياسر عرفات

ناصر القدوة يدعو قـادة حـركة فـتـح لمواجهة محمود عباس

دلالة التوقيت!!

ينظر الكثير من الفلسطينيين والمتابعين للتعيينات والتبديلات التي يقوم بها عباس في جسم مؤسسات السلطة بعين الريبة، خصوصا أنها جاءت متزامنة مع إصدار المرسوم الرئاسي المتعلّق بإجراء الانتخابات.

دلالة التوقيت يراها البعض أنها تأتي في إطار تحصين النفس، تحسباً لأي نتائج لا ترضي الرئيس، ومحاولة منه لتحصين نفسه ببطانة يثق بها.

إذ عمد محمود عباس خلال الفترة الأخيرة على تعيين رجاله المخلصين له في مناصب حساسة، ليحكم سيطرته على كل القرارات، حتى لا يفتح المجال أمام معارضيه و المتربصين به أي فرصة للانقضاض عليه، وإن كان الرجل يرّوج لهذه التعيينات على أنها إعادة ترتيب البيت الداخلي.

Exit mobile version