صلاح خلف ل القبس الكويتية : الفلسطينيون مَدينون للكويت

ابو اياد (صلاح خلف) يتحدث الى رئيس تحرير صحيفة القبس الكويتية عام 1983. (الصورة: القبس الكويتية)

بعد مرور ثمانِ وثلاثين عاما أعادت جريدة القبس الكويتية في الخامس والعشرين من ابريل 2021 حوارا صحفيا كان قد اجراه رئيس تحريرها محمد جاسم الصقر مع صلاح خلف ابو اياد الرجل الثاني في حركة ” فتح ” وذلك في عددها الصادر في 15 سبتمر 1983.

تناول هذا الحوار حديثا سياسا واسعا حول القضية الفلسطينية والصراع العربي- الاسرائيلي والحرب اللبنانية والتدخل الامريكي الواسع في شؤون العالم العربي كما عرج ابو اياد على موقف منظمة التحرير وفي مقدمتها حركة من الشؤون الداخلية في الدول العربية وفيما يلي تلخيصا لأهم ما جاء في حديث صلاح خلف:

” عن خطوط المواجهة واستقرار الهيكل التنظيمي لحركة فتح “

أشار أبو اياد أن حوالي 2000 مقاتلا فلسطينيا فقط يقعون على مسافة بعيدة من خطوط المواجهة مع العدو الاسرائيلي 

مشيرا الى اعادة عدد كبير من المقاتلين سرا الى البقاع اللبناني.

وفيما يخص الانشقاق التنظيمي الذي قاده ابو موسى فيما عرف بفتح الانتفاضة أشار صلاح خلف الى أن هذا الانشقاق يعد الثالث في تارخ الحركة وأن هناك اجراءات تصحيحة في الهيكل التنظيمي ل ” فتح “.

” قراءة في المشهد العام للمنطقة والصراع الذي يدور رحاه في لبنان “

عرج صلاح خلف على توصيف المشهد القائم في خضم الصراع العربي الاسرائيلي والذي تشهد لبنان ساحة نزال حامية له وأوضح قائلا :

” أن المنطقة تستقطب نفسها داخل ثلاث حلول الاسرائيلي والأمريكي والسوري ” مسترسلا بعد ذلك أن الحل الاسرائيلي يعني استمرار الغطرسة الصهيونية في لبنان وطرد المقاومة الفلسطينية بينما يتمثل الحل الامريكي في تقديم نفسها كوسيط حاسم في الساحة اللبنانية وفيما يخص سورية اشار صلاح خلف أن الحل السوري هو في الوصول الى اتفاق وتسوية شاملة مع سورية ” التي دخلت لبنان بناء على قرار جاعة الدول العربية كقوة ردع.

” ما بعد الخروج من لبنان ومستقبل الثورة الفلسطينية “

أشار صلاح خلف الى أن الهدف الاسرائيلي الاستراتيجي المتمثل بضرب منظمة التحرير عسكريا وسياسيا لم يحدث كما خطط له ،

اذ أنه من الجانب العسكري لا تزال اعداد كبيرة من المقاتلين على خط المواجهة وجاهزة للاشتباك فور دخول العدو الاسرائيلي الى لبنان ،

ومن الجانب السياسي ثمة امتداد جماهيري والتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية من داخل الارض المحتلة وهو ما يعني قوة سياسية مضافة للثورة الفلسطينية .

ان ما حدث فعلا هو محاولة تشتيت القوة العسكرية للثورة الفلسطينية عبر الانشقاقات التنظيمية وفي مقدمتها حركة فتح ومحاولة التحطيم النفسي للشعبين العربي والفلسطيني بتسهيلات كبيرة من بعض الانظمة العربية، وأكد صلاح خلاف ان بقائنا في لبنان ينطلق من قاعدة قتال الاحتلال حتى طرده من كل الاراضي العربية النحتلة.

” خلافات فتح التنظيمية “

في ضوء الانشقاق الاخير الذي عصف في حركة فتح تحدث صلاح خلاف أن حركة فتح لها تاريخها الوطني المتراكم ومن الطبيعي حدوث خلاافات داخل الجسد التنظيمي لحركة فتح واشار ان هذا الانشقاق ليس الاول فقد تعرضت فتح لثلاث انشقاقات استطاعات الحركة احتوائها موضحا أن العرف التنظيمي يقتضي وجود ثلاث محرمات وهي :

1- عدم خروج الخلاف الى الاعلام ، انطلاقا من القاعدة الاخلاقية التنزيمة

2- عدم الاشتباك المسلح

3- وعدم استخدام الخلاف لغايات الاتصال مع اي نظام رسمي عربي.

كما أضاف أبو اياد : أن الانشقاق الاخير كان خطيرا في توقيته في وقت تخوض فيه الثورة الفلسطينية حربا مفتوحة على جغرافية لبنان ضد العدو الاسرائيلي وأن الهدف الاسرائيلي كان يقتضي تشتيت القوة الفلسطينية وقد ساهم هذا الانشقاق نسبيا في ذلك لكنه لم يؤثر بشكل بالغ 

كما اشار الى ما اسماهم ” المتشعبطين ” على ظهر الثورة الفلسطينية ومحاولة توصويرهم للثورة بانها ثورة حرامية وهو امر ترفضه قيادة الثورة جملة وتفصيلا.

واضاف ان حركة فتح معنية بتصحيح الاخطاء واعادة اللحمة التنظيمية وتحقيق مستويات عالية من التماسك السياسي والعسكري

وعن الانسحاب الفلسطيني من لبنان قال أكد اياد ان هذا كذب وهو محاولة للتشكيك في الموقف الاخلاقي والوطني للثورة الفلسطينية وقائدها ياسر عرفات مضيفا أن الخيار العكسري هو الذي يسود الان وأن وجودنا في لبنان يؤكد على التمسك بهذا الخيار ضد عربدة الاحتلال.

” المنفى ومحاولات تشكيل حكومة هناك “

تحدث صلاح خلاف أن أي حكومة في المنفى تتعارض مع الهدف الاساسي لمنظمة التحرير وأن قيام حكومة منفى مع منظمة التحرير يعني أن كل واحدة ستلغي الاخرى وأن منظمة التحرير لم ينته دورها بعد.

وأوضح أن هذه الفكرة خرجت من بعض الشخصيات الفلسطينية الثرية المحسوبة على الطبقة البرجوازية وبالتعاون مع “قيادات بالاجرة ” تكتب االتقارير لصالح بعض الانظمة العربية ، وأننا حضرنا جميعا المؤتمر الذي انعقد في تونس حول ذلك وأكدنا رفضنا القاطع لهذه الخطوة لما لها من انعكاسات سلبية على الثورة الفلسطينية ونضالنا الوطني.

” معسكر أنصار وصبرا وشاتيلا “

بشر صلاح خلاف حول انجازات ايجابية تتعلق بقضية اسرى معسكر انصار والافراج عنهم مقابل الافراج عن الف اسير في الارض المحتلة ضمن عملية تبادل اسرى تقوم بها الجبهة الشعبية – القيادة العامة.

وفيما يخص صبرا وشاتيلا اشار صلاح خلاف أن هناك محاولة للتغطية عن انجازات فلسطينية وعربية والتغطية علىيها وان صبرا وشاتيلا لم تحدث مصادفة ابدا انما حدثت على وقع تواطئ اسرائيلي مع الكتئاب اللبنانية ومع جماعة10 مايو التي قادت الانشقاق الاخطر في تاريخ الحركة.

” منظمة التحرير والحركة الوطنية اللبنانية ملتحمتان “

في تعليقه على مجريات الفعل السياسي في الساحة اللبنانية أكد صلاح خلاف عن انيحاز منظمة التحرير للحركة الوطنية الفلسطينية ضد ما اسماه ” الانعزالية الكتائبية ” التي يمارسها الجميل ،

ويضيف ابو اياد أن الكتائب اللبنانية شاركت في ذبح الاطفال والنساء والرجال في صبرا وشاتيلا وهو أمر يحدد موقفنا المناهض للكتائب والمؤيد لمشروع وطني لبناني يلتحم مع مشروع منظمة التحرير الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي .

” تقييم في الموقف الخليجي وسؤال في الموقف السوري “

اكد صلاح خلاف على اللحمة المتينة بين الخليج وبين الفلسطيينيين سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي وابدى صلاح خلاف تثمينه للكويت وأن الاحداث السلبية التي تقع هنان وهناك من قبل ضعاف النفوس والتي تتسغلها اطراف مندسة لا تؤثر على جوهر العلاقة القوية وهي حقيقة يدركها أي مواطن فلسطيني وكويتي .

واضاف أن الفلسطينيين مدينون لاهل الكويت وأن امن الكويت ضرورة وطنية للجانبين مبديا اعجابه في السياسة الخارجية للكويت التي يكتسيها النضج والتوازن ذاكرا موقف الكويت الوطني من تعيين السفير الامريكي .

كما ختم ابو اياد أننا في الثورة الفلسطينية نبدي ارتياحا كبيرا ورضىً عن العلاقة مع الكويت.

وفيما يخص الجانب السوري أكد صلاح خلف أنه لو كان هناك تنسيقا حقيقيا بين السوريين والقوى الفلسطينية لتغيرت كثير من المعادلات ووضع حدا للتمدد الاسرائيلي والامريكي في المنطقة،

وقد أبدينا استعدادنا الكامل للانخراط مع الموقف السوري شرط أن تكون العلاقة قائمة على اساس حفظ كرامتنا وعلى نوع من التوازن فحن لا نريد علاقات استخبارات ولن نرفع راية بيضاء للسوريين مهما كلفنا هذا الامر سنوات من المنفى والقتال.

” حكومة لبنانية متوازنة والحوار الثنائي الاردني الفلسطيني “

أكد صلاح خلاف أننا في الثورة الفلسطينية ندعم الجهود باتجاه انضاح حكومة لبنانية متوازنة تضع حدا للانعزالية الكتائبية واستئثارها بالحكم مؤكدا ان زمن الحكم الواحد قد ولى ،

وأضاف ان بناء حكومة متوازنة تنخرط فيها القوى الوطنية اللبنانية والاسلامية من شأنه أن يعود بالايجاب على واقع الفلسطيينين في لبنان وتمكينهم من الحصول على جوازات سفر ورخص مهنية للعمل وتنهي حالة القتل القائمة على الهوية والممنهجة ضد الفلسطينية في لبنان.

وفيما يخص اللقاءات الثنائية بين الجانبين الاردني والفلسطيني ،

أكد ابو اياد أن مصطلح حوار مرفوض لانه يعني اجراء تفاهمات يتم فرضها على المواطنين وأن ما يحدث هو لقاءات طبيعية حالها كحال اي لقاءات مع الاطراف العربية الاخرى يجري فيها نقاشا مع المسؤولين الاردنيين حول قضايا عامة وهو امر طبيعي وليس حوارا قائم على اساس مشروع ريغن الذي يعني وحدة فدرالية مع الاردن.

” انسحابات اسرائيلية جزئية وثلاث مخططات للحل “

يؤكد صلاح خلف أن الانسحابات الاسرائليية الجزئية من نهر الاولي والجنوب والحياد الاسرائيلي ضد الاحداث القائمة في الجبل لها اسبابها الاسرائيلية من ضمنها رسالة للامريكان أن يحصدوا نتائج ضغطهم على الاسرائيليين بالانسحاب

وتثبيت اقادم الكتائب عبر تشجيع الاقتتال الداخلي في لبنان حيث أن معظم الاسلحة التي في حوزة الكتائب والدروز تمبر عبر وساطة اسرائيلية.

وايضا رسالة اسرائليىة أن العودة مجددا الى لبنان لن يمر الا بثمن كبير وأن اسرائيل هي التي تسطيع رسم خارطة القرارات في المنطقة بما يضمن اجراء تسوية شاملة تستوعب لبنان سورية والاردن عبر ضرب مراكز القوى فيها.

وأكد صلاح خلف أن الحلول تدور في ثلاث توجهات اما أن تخوض اسرائيل الحرب مجددا في لبنان أو تحسم امريكا الموقف بتدخها المباشر أو تجري تسوية شاملة مع سورية ، واكد صلاح أنه مع الحلين الامريكي والاسرائيلي لانهما يقتضيان استمرار القتال .

” قمة عربية لن تنعقد وماذا عن مؤتمر جينيف “

أكد صلاح خلاف أن الموعد الدوري لعقد قمة عربية بعد شهرين لن يحدث لاسباب تتعلق بالانقسامات الحادة في الموقف العربي من ضمنها الانقسام حول الحرب العراقية الايرانية والخلاف بين منظمة التحرير وسورية ومشكلة الصحراء المغربية والاقتتال اللبناني – اللبناني،

مؤكدا أن اي مبادرات تحتاج الى قوة ووحدة وهو ما لا يتوافر حاليا ومضيفا أن انعقاد المؤتمر سيعزز من جذوة الانقسام العربي.

وحول مؤتمر جينيف ،

اكد صلاح خلف أن المؤتمر له ايجابياته التي تتمثل ياعادة احياء القضية الفلسطينية واكسابها زخما دوليا .

” الموقف من القطبين العالميين “

تناول صلاح خلف جزئية الصراع بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الامريكية وقال أن المنطق لا يقتضي ان نضع الطرفين في سلة واحدة ، هناك امريكا لا تحترم حقوق الشعب العربي والفلسطيني وتدعم الاحتلال الاسرائيلي وهناك الاتحاد السوفييتي يدعم القضية للسطينية بغض النظر عن الاسباب ،

لذلك من الذكاء الاستمثار الامثل في هذا الصراع بما يلبي مصالحنا وحقوقنا.

” حول الوضع الاسرائيلي الداخلي وحقيقة لقاء ابو عمار يهودا في جينيف “

استعرض صلاح خلف الموقف من استقالة بيغن وتسلم شامير واثر ذلك من وجهة نظر الثورة الفلسطينية قائلا :

ان شامير هو استمرار سيء لسياسة بيغن وأن الفارق بينهما أن بيغن عدو عاقل لديه حد ادنى من الفهم للقضايا الدولية والتحالفات بينما شامير لا يملك ذلك وعليه فان سياسة شامير أخطر علينا من سياسة بيغن في هذا السياق.

وحول سؤاله هل التقى ابو عمار يهودا في جينيف ؟

أكد صلاح خلف قبل الجواب أن سياسة اختراق جبهة الاعداء وفتح قنوات اتصال مع قوى يهودية ديمقراطية لا صهيوينة مثل اليسار اليهودي وغيره يجب أن يكون محفوفا بالحذر والدراسة الجيدة والمتأنية لأنك كمن يمشي على خيط حرير 

وأن هذا الملف يجب أن يبقى متاحا حيث لا يمكن لاي ثورة أن تغفل حسابات الاعداء سيما في ظل انقسامات 

حادة داخل البيت الاسرائيلي الذي يمكن استغلالها لصالحنا.

اما فيما يخص لقاء أبو عمار يهودا في جينيف أكد ابو اياد أن ذلك لم يحصل ابدا سميا بعد انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني ومذكرة أبو مازن اخذنا قرارا بقطع كافة اشكال الاتصالات مع معسكر الااعداء بما في ذلك حزب راكاح

وأن ما حدث هو أن ابو عمار بعد القاءه خطابه في جينيف وقف ليصافح الوفود وكان الوفد الاسرائيلي من ضمنها ومن غير المعقول أن يمتنع عن المصافحة.

بعد مرور ثمانِ وثلاثين عاما أعادت جريدة القبس الكويتية في الخامس والعشرين من ابريل 2021 حوارا صحفيا كان قد اجراه رئيس تحريرها محمد جاسم الصقر مع صلاح خلف ابو اياد الرجل الثاني في حركة ” فتح ” وذلك في عددها الصادر في 15 سبتمر 1983.

تناول هذا الحوار حديثا سياسا واسعا حول القضية الفلسطينية والصراع العربي- الاسرائيلي والحرب اللبنانية والتدخل الامريكي الواسع في شؤون العالم العربي كما عرج ابو اياد على موقف منظمة التحرير وفي مقدمتها حركة من الشؤون الداخلية في الدول العربية وفيما يلي تلخيصا لأهم ما جاء في حديث صلاح خلف:

” عن خطوط المواجهة واستقرار الهيكل التنظيمي لحركة فتح “

أشار أبو اياد أن حوالي 2000 مقاتلا فلسطينيا فقط يقعون على مسافة بعيدة من خطوط المواجهة مع العدو الاسرائيلي 

مشيرا الى اعادة عدد كبير من المقاتلين سرا الى البقاع اللبناني.

وفيما يخص الانشقاق التنظيمي الذي قاده ابو موسى فيما عرف بفتح الانتفاضة أشار صلاح خلف الى أن هذا الانشقاق يعد الثالث في تارخ الحركة وأن هناك اجراءات تصحيحة في الهيكل التنظيمي ل ” فتح “.

” قراءة في المشهد العام للمنطقة والصراع الذي يدور رحاه في لبنان “

عرج صلاح خلف على توصيف المشهد القائم في خضم الصراع العربي الاسرائيلي والذي تشهد لبنان ساحة نزال حامية له وأوضح قائلا :

” أن المنطقة تستقطب نفسها داخل ثلاث حلول الاسرائيلي والأمريكي والسوري ” مسترسلا بعد ذلك أن الحل الاسرائيلي يعني استمرار الغطرسة الصهيونية في لبنان وطرد المقاومة الفلسطينية بينما يتمثل الحل الامريكي في تقديم نفسها كوسيط حاسم في الساحة اللبنانية وفيما يخص سورية اشار صلاح خلف أن الحل السوري هو في الوصول الى اتفاق وتسوية شاملة مع سورية ” التي دخلت لبنان بناء على قرار جاعة الدول العربية كقوة ردع.

” ما بعد الخروج من لبنان ومستقبل الثورة الفلسطينية “

أشار صلاح خلف الى أن الهدف الاسرائيلي الاستراتيجي المتمثل بضرب منظمة التحرير عسكريا وسياسيا لم يحدث كما خطط له ،

اذ أنه من الجانب العسكري لا تزال اعداد كبيرة من المقاتلين على خط المواجهة وجاهزة للاشتباك فور دخول العدو الاسرائيلي الى لبنان ،

ومن الجانب السياسي ثمة امتداد جماهيري والتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية من داخل الارض المحتلة وهو ما يعني قوة سياسية مضافة للثورة الفلسطينية .

ان ما حدث فعلا هو محاولة تشتيت القوة العسكرية للثورة الفلسطينية عبر الانشقاقات التنظيمية وفي مقدمتها حركة فتح ومحاولة التحطيم النفسي للشعبين العربي والفلسطيني بتسهيلات كبيرة من بعض الانظمة العربية، وأكد صلاح خلاف ان بقائنا في لبنان ينطلق من قاعدة قتال الاحتلال حتى طرده من كل الاراضي العربية النحتلة.

” خلافات فتح التنظيمية “

في ضوء الانشقاق الاخير الذي عصف في حركة فتح تحدث صلاح خلاف أن حركة فتح لها تاريخها الوطني المتراكم ومن الطبيعي حدوث خلاافات داخل الجسد التنظيمي لحركة فتح واشار ان هذا الانشقاق ليس الاول فقد تعرضت فتح لثلاث انشقاقات استطاعات الحركة احتوائها موضحا أن العرف التنظيمي يقتضي وجود ثلاث محرمات وهي :

1- عدم خروج الخلاف الى الاعلام ، انطلاقا من القاعدة الاخلاقية التنزيمة

2- عدم الاشتباك المسلح

3- وعدم استخدام الخلاف لغايات الاتصال مع اي نظام رسمي عربي.

كما أضاف أبو اياد : أن الانشقاق الاخير كان خطيرا في توقيته في وقت تخوض فيه الثورة الفلسطينية حربا مفتوحة على جغرافية لبنان ضد العدو الاسرائيلي وأن الهدف الاسرائيلي كان يقتضي تشتيت القوة الفلسطينية وقد ساهم هذا الانشقاق نسبيا في ذلك لكنه لم يؤثر بشكل بالغ 

كما اشار الى ما اسماهم ” المتشعبطين ” على ظهر الثورة الفلسطينية ومحاولة توصويرهم للثورة بانها ثورة حرامية وهو امر ترفضه قيادة الثورة جملة وتفصيلا.

واضاف ان حركة فتح معنية بتصحيح الاخطاء واعادة اللحمة التنظيمية وتحقيق مستويات عالية من التماسك السياسي والعسكري

وعن الانسحاب الفلسطيني من لبنان قال أكد اياد ان هذا كذب وهو محاولة للتشكيك في الموقف الاخلاقي والوطني للثورة الفلسطينية وقائدها ياسر عرفات مضيفا أن الخيار العكسري هو الذي يسود الان وأن وجودنا في لبنان يؤكد على التمسك بهذا الخيار ضد عربدة الاحتلال.

” المنفى ومحاولات تشكيل حكومة هناك “

تحدث صلاح خلاف أن أي حكومة في المنفى تتعارض مع الهدف الاساسي لمنظمة التحرير وأن قيام حكومة منفى مع منظمة التحرير يعني أن كل واحدة ستلغي الاخرى وأن منظمة التحرير لم ينته دورها بعد.

وأوضح أن هذه الفكرة خرجت من بعض الشخصيات الفلسطينية الثرية المحسوبة على الطبقة البرجوازية وبالتعاون مع “قيادات بالاجرة ” تكتب االتقارير لصالح بعض الانظمة العربية ، وأننا حضرنا جميعا المؤتمر الذي انعقد في تونس حول ذلك وأكدنا رفضنا القاطع لهذه الخطوة لما لها من انعكاسات سلبية على الثورة الفلسطينية ونضالنا الوطني.

” معسكر أنصار وصبرا وشاتيلا “

بشر صلاح خلاف حول انجازات ايجابية تتعلق بقضية اسرى معسكر انصار والافراج عنهم مقابل الافراج عن الف اسير في الارض المحتلة ضمن عملية تبادل اسرى تقوم بها الجبهة الشعبية – القيادة العامة.

وفيما يخص صبرا وشاتيلا اشار صلاح خلاف أن هناك محاولة للتغطية عن انجازات فلسطينية وعربية والتغطية علىيها وان صبرا وشاتيلا لم تحدث مصادفة ابدا انما حدثت على وقع تواطئ اسرائيلي مع الكتئاب اللبنانية ومع جماعة10 مايو التي قادت الانشقاق الاخطر في تاريخ الحركة.

” منظمة التحرير والحركة الوطنية اللبنانية ملتحمتان “

في تعليقه على مجريات الفعل السياسي في الساحة اللبنانية أكد صلاح خلاف عن انيحاز منظمة التحرير للحركة الوطنية الفلسطينية ضد ما اسماه ” الانعزالية الكتائبية ” التي يمارسها الجميل ،

ويضيف ابو اياد أن الكتائب اللبنانية شاركت في ذبح الاطفال والنساء والرجال في صبرا وشاتيلا وهو أمر يحدد موقفنا المناهض للكتائب والمؤيد لمشروع وطني لبناني يلتحم مع مشروع منظمة التحرير الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي .

” تقييم في الموقف الخليجي وسؤال في الموقف السوري “

اكد صلاح خلاف على اللحمة المتينة بين الخليج وبين الفلسطيينيين سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي وابدى صلاح خلاف تثمينه للكويت وأن الاحداث السلبية التي تقع هنان وهناك من قبل ضعاف النفوس والتي تتسغلها اطراف مندسة لا تؤثر على جوهر العلاقة القوية وهي حقيقة يدركها أي مواطن فلسطيني وكويتي .

واضاف أن الفلسطينيين مدينون لاهل الكويت وأن امن الكويت ضرورة وطنية للجانبين مبديا اعجابه في السياسة الخارجية للكويت التي يكتسيها النضج والتوازن ذاكرا موقف الكويت الوطني من تعيين السفير الامريكي .

كما ختم ابو اياد أننا في الثورة الفلسطينية نبدي ارتياحا كبيرا ورضىً عن العلاقة مع الكويت.

وفيما يخص الجانب السوري أكد صلاح خلف أنه لو كان هناك تنسيقا حقيقيا بين السوريين والقوى الفلسطينية لتغيرت كثير من المعادلات ووضع حدا للتمدد الاسرائيلي والامريكي في المنطقة،

وقد أبدينا استعدادنا الكامل للانخراط مع الموقف السوري شرط أن تكون العلاقة قائمة على اساس حفظ كرامتنا وعلى نوع من التوازن فحن لا نريد علاقات استخبارات ولن نرفع راية بيضاء للسوريين مهما كلفنا هذا الامر سنوات من المنفى والقتال.

” حكومة لبنانية متوازنة والحوار الثنائي الاردني الفلسطيني “

أكد صلاح خلاف أننا في الثورة الفلسطينية ندعم الجهود باتجاه انضاح حكومة لبنانية متوازنة تضع حدا للانعزالية الكتائبية واستئثارها بالحكم مؤكدا ان زمن الحكم الواحد قد ولى ،

وأضاف ان بناء حكومة متوازنة تنخرط فيها القوى الوطنية اللبنانية والاسلامية من شأنه أن يعود بالايجاب على واقع الفلسطيينين في لبنان وتمكينهم من الحصول على جوازات سفر ورخص مهنية للعمل وتنهي حالة القتل القائمة على الهوية والممنهجة ضد الفلسطينية في لبنان.

وفيما يخص اللقاءات الثنائية بين الجانبين الاردني والفلسطيني ،

أكد ابو اياد أن مصطلح حوار مرفوض لانه يعني اجراء تفاهمات يتم فرضها على المواطنين وأن ما يحدث هو لقاءات طبيعية حالها كحال اي لقاءات مع الاطراف العربية الاخرى يجري فيها نقاشا مع المسؤولين الاردنيين حول قضايا عامة وهو امر طبيعي وليس حوارا قائم على اساس مشروع ريغن الذي يعني وحدة فدرالية مع الاردن.

” انسحابات اسرائيلية جزئية وثلاث مخططات للحل “

يؤكد صلاح خلف أن الانسحابات الاسرائليية الجزئية من نهر الاولي والجنوب والحياد الاسرائيلي ضد الاحداث القائمة في الجبل لها اسبابها الاسرائيلية من ضمنها رسالة للامريكان أن يحصدوا نتائج ضغطهم على الاسرائيليين بالانسحاب

وتثبيت اقادم الكتائب عبر تشجيع الاقتتال الداخلي في لبنان حيث أن معظم الاسلحة التي في حوزة الكتائب والدروز تمبر عبر وساطة اسرائيلية.

وايضا رسالة اسرائليىة أن العودة مجددا الى لبنان لن يمر الا بثمن كبير وأن اسرائيل هي التي تسطيع رسم خارطة القرارات في المنطقة بما يضمن اجراء تسوية شاملة تستوعب لبنان سورية والاردن عبر ضرب مراكز القوى فيها.

وأكد صلاح خلف أن الحلول تدور في ثلاث توجهات اما أن تخوض اسرائيل الحرب مجددا في لبنان أو تحسم امريكا الموقف بتدخها المباشر أو تجري تسوية شاملة مع سورية ، واكد صلاح أنه مع الحلين الامريكي والاسرائيلي لانهما يقتضيان استمرار القتال .

” قمة عربية لن تنعقد وماذا عن مؤتمر جينيف “

أكد صلاح خلاف أن الموعد الدوري لعقد قمة عربية بعد شهرين لن يحدث لاسباب تتعلق بالانقسامات الحادة في الموقف العربي من ضمنها الانقسام حول الحرب العراقية الايرانية والخلاف بين منظمة التحرير وسورية ومشكلة الصحراء المغربية والاقتتال اللبناني – اللبناني،

مؤكدا أن اي مبادرات تحتاج الى قوة ووحدة وهو ما لا يتوافر حاليا ومضيفا أن انعقاد المؤتمر سيعزز من جذوة الانقسام العربي.

وحول مؤتمر جينيف ،

اكد صلاح خلف أن المؤتمر له ايجابياته التي تتمثل ياعادة احياء القضية الفلسطينية واكسابها زخما دوليا .

” الموقف من القطبين العالميين “

تناول صلاح خلف جزئية الصراع بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الامريكية وقال أن المنطق لا يقتضي ان نضع الطرفين في سلة واحدة ، هناك امريكا لا تحترم حقوق الشعب العربي والفلسطيني وتدعم الاحتلال الاسرائيلي وهناك الاتحاد السوفييتي يدعم القضية للسطينية بغض النظر عن الاسباب ،

لذلك من الذكاء الاستمثار الامثل في هذا الصراع بما يلبي مصالحنا وحقوقنا.

” حول الوضع الاسرائيلي الداخلي وحقيقة لقاء ابو عمار يهودا في جينيف “

استعرض صلاح خلف الموقف من استقالة بيغن وتسلم شامير واثر ذلك من وجهة نظر الثورة الفلسطينية قائلا :

ان شامير هو استمرار سيء لسياسة بيغن وأن الفارق بينهما أن بيغن عدو عاقل لديه حد ادنى من الفهم للقضايا الدولية والتحالفات بينما شامير لا يملك ذلك وعليه فان سياسة شامير أخطر علينا من سياسة بيغن في هذا السياق.

وحول سؤاله هل التقى ابو عمار يهودا في جينيف ؟

أكد صلاح خلف قبل الجواب أن سياسة اختراق جبهة الاعداء وفتح قنوات اتصال مع قوى يهودية ديمقراطية لا صهيوينة مثل اليسار اليهودي وغيره يجب أن يكون محفوفا بالحذر والدراسة الجيدة والمتأنية لأنك كمن يمشي على خيط حرير 

وأن هذا الملف يجب أن يبقى متاحا حيث لا يمكن لاي ثورة أن تغفل حسابات الاعداء سيما في ظل انقسامات 

حادة داخل البيت الاسرائيلي الذي يمكن استغلالها لصالحنا.

اما فيما يخص لقاء أبو عمار يهودا في جينيف أكد ابو اياد أن ذلك لم يحصل ابدا، سيما بعد انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني ومذكرة أبو مازن اخذنا قرارا بقطع كافة اشكال الاتصالات مع معسكر الاعداء بما في ذلك حزب راكاح.

وأن ما حدث هو أن ابو عمار بعد القاءه خطابه في جينيف وقف ليصافح الوفود وكان الوفد الاسرائيلي من ضمنها ومن غير المعقول أن يمتنع عن المصافحة.

صحيفة القبس الكويتية
Exit mobile version