لمحة: تشير الانتصارات الحاسمة التي حققتها حماس في انتخابات مجلس الطلاب الأخيرة في جامعات فلسطينية كبرى إلى تزايد الاستياء من النخبة الحاكمة المكونة من السلطة الفلسطينية وحركة فتح الحاكمة والرئيس محمود عباس أيضًا.
ويعتبر مراقبون نجاح حماس، هو زيادة في شعبيتها على أساس أنها ثاني أكبر فصيل بعد فتح التي تعاني من التفكك والفساد. إلا أن هذا الاعتبار قد يكون مختلفًا في قطاع غزة الذي يعاني من حكم حركة حماس منذ استيلائها على السلطة عام 2007.
تبحث الضفة الغربية اليوم عن بديل لحركة فتح ، حتى لو كانت حماس. ترى غالبية الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية، ان حماس هي بديل أقل ضررا من النخبة التي تسيطر على السلطة والنظام القمعي المفروض على حياتهم.
حماس تتربع في أرقى جامعات الضفة الغربية: تعكس نتائج الانتخابات بشكل جيد ميزان القوى السياسي داخل أراضي السلطة الفلسطينية، وتشير، في رأيهم، إلى “صعود حماس على حساب فتح والسلطة الفلسطينية، الذي يتلاشى”. وفقا لتقرير صحيفة JNS العبرية.
الكتلة الاسلامية التابعة لحماس في جامعة بيرزيت، حصلت على 25 مقعدا من أصل 51 مقعدا. حيث تفوقت على كتلة “ياسر عرفات” التابعة لحركة فتح بـ 5 مقاعد.
لماذا مهم: خسارة الشبيبة الفتحاوية في الجامعات الفلسطينية، يعني فقدان سيطرة السلطة على التقدم بين جماهيرها، وفقدان ثقتهم في السلطة الفلسطينية التي تديرها فتح ومجموعة مقربة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس. اليك ايضا تراجع ثقة الموظفين الذي يعملون في السلطة الفلسطينية ذاتها. حيث يتقاضون اليوم ما نسبته 70% من قيمة رواتبهم الشهرية الاساسية.
اشارت الصحيفة العبرية JNS في تقرير بهذا الشأن، وفقا لمصادر فلسطينية لم تكشف هويتها، “انه يجب تقييم المستقبل السياسي للسلطة الفلسطينية، الذي اصبح موضع شك تام بينما تمكنت حماس من ترسيخ نفسها بين الطلاب الشباب، الذين ستأتي منهم القيادة في المستقبل الفلسطيني”.
الانتخابات الفلسطينية: لم يعقد الفلسطينيون انتخابات وطنية منذ عام 2005، وعباس الآن في السنة الثامنة عشرة، متجاوزا مدة حكمه القانونية أربع سنوات. منذ ذلك الحين، ألغى الرئيس الفلسطيني العديد من محاولات الانتخابات وسط خلافات فتح وحماس، وكان آخرها في عام 2021.
أجريت الانتخابات الجامعية هذا العام، مع استمرار المواجهات المسلحة بين مجموعات فلسطينية مع “الجيش الاسرائيلي” في الضفة الغربية، وخاصة في مدينتي جنين ونابلس.
يمثل العدد المتزايد من الجماعات المسلحة العاملة في المنطقة، بما في ذلك بين طلاب الجامعات ومؤيديهم، تحديا إضافيا للسلطة الفلسطينية. أثارت عمليات القمع لهذه الجماعات الفلسطينية المسلحة الجديدة انتقادات شديدة، مع اتهامات للسلطة الفلسطينية بالخيانة والتعاون مع الجيش الإسرائيلي.