خليفة محتمل لعباس “يحذر” إسرائيل بينما يعمل معها

اجتماع فلسطين وإسرائيل في مصر

أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير المعين حديثًا، حسين الشيخ يتحدث خلال مقابلة مع وكالة أسوشيت برس في مكتبه ، في مدينة رام الله بالضفة الغربية ، يوم الإثنين 13 يونيو / حزيران 2022. (الصورة: AP)

بدون رقابة

يقول حسين الشيخ، رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية (التي تعنى بالتنسيق والتعاون مع “اسرائيل”) والذي تشير توقعات على نحو متزايد إلى أنه الخليفة المحتمل للرئيس محمود عباس، “إن العلاقات مع إسرائيل تدهورت للغاية ، الى درجة أن القادة الفلسطينيين لا يستطيعون الاستمرار في عملهم كالمعتاد”.

العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية

ويرى الشيخ ان زيارة الرئيس الامريكي للمنطقة، قد تكون “فرصة” للخروج من الازمة التي تعيشها المنطقة. وقال الشيخ ان زيارة بايدن قد تكون فرصة للخروج من الازمة التي تعيشها العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية.

تنظر “إسرائيل” والمجتمع الدولي إلى السلطة الفلسطينية على أنها “شريك ضعيف”، ولكن يمكن الاعتماد تلك الشراكة في الحفاظ على الاستقرار بالمنطقة، خاصة الاستقرار الامني الذي يهم الاسرائيليين،

بينما يرى غالبية كبيرة من الفلسطينيين أنها سلطة فاسدة وسلطوية، تضع بقاءها في المقام الأول قبل أي نضال من أجل التحرر الوطني.

ودافع “الشيخ” عن القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، قائلا إنها تبذل قصارى جهدها في ظل الظروف الصعبة للاحتلال العسكري الإسرائيلي المستمر منذ خمسة وخمسين عاما.

ويعتبر الشيخ من رجال الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأكثرهم ولاء له، وحافظ جيد لسياسته في الحكم.

 وكرئيس للهيئة التي تنسق مع اسرائيل، ومساعد مقرب لعباس، يلتقي الشيخ مسؤولين إسرائيليين بارزين أكثر من أي مسؤول فلسطيني آخر.

يقول منتقدون فلسطينيون إن الشيخ يدين بمنصبه لعباس، الذي عينه مؤخرا في منصب رفيع بمنظمة التحرير الفلسطينية دون انتخابات داخلية، ما قد يمهد الطريق أمامه كي يتسلم زمام الحكم خلفا لعباس.

وخلال المقابلة، امتنع الشيخ، 61 عاما، عن القول بأنه يريد او يطمح خلافة عباس. لكنه زعم بإنه “يجب اختيار الرئيس المقبل عبر الانتخابات، لكن لا يمكن إجراؤها إلا إذا سمحت إسرائيل بالتصويت في القدس الشرقية”. 

ألغى عباس أول انتخابات منذ 15 عاما في إبريل/ نيسان عام 2021، وهو تصويت كان من المتوقع على نطاق واسع أن تتعرض فيه حركة فتح لهزيمة كاسحة.

حسين الشيخ وإسرائيل

وبرر عباس، 86 عاما، تأجيله قرار اجراء انتخابات لأن إسرائيل رفضت السماح بإجرائها في القدس الشرقية.

واضاف الشيخ، انه لا خيار أمامه سوى العمل مع إسرائيل، مبررا ذلك، انه فقط للسماعدة في تلبية الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال العسكري.

مسيرة الشيخ تشابه طريق جيله من القادة الفلسطينيين، وهم ثوار طموحون تحولوا إلى سماسرة سلطة محليين من خلال عملية السلام الفاشلة التي استمرت لعقود.

تقول سيرته الذاتية الرسمية إنه أودع سجنا إسرائيليا من عام 1978 إلى 1989، وشارك في الانتفاضة الفلسطينية الأولى في أواخر ثمانينيات وأوائل تسعينيات القرن الماضي.

وبعد أن حصل الفلسطينيون على حكم ذاتي محدود في غزة والضفة الغربية المحتلة من خلال اتفاقيات أوسلو عام 1993 ، انضم الشيخ إلى قوات الأمن الناشئة، وترقى إلى رتبة عقيد.

 تسيطر فتح اليوم على منظمة التحرير الفلسطينية، التي من المفترض أن تمثل جميع الفلسطينيين، والسلطة الفلسطينية التي تحكم أجزاء من الضفة الغربية وتتعاون مع إسرائيل في القضايا الأمنية.

يعارض عباس، الذي انتخب رئيسا للسلطة الفلسطينية عام 2005 بعد وفاة عرفات، الكفاح المسلح و اية اعمال ضد الاسرائيليين، ويقول انه ملتزم بحل الدولتين.

لكن خلال السنوات السبع عشرة التي يسيطر فيها على السلطة، أصبحت عملية السلام ذكرى بعيدة، وانقسم الفلسطينيون سياسيا وجغرافيا بسبب الخلاف مع حركة حماس الاسلامية، ونجم انقسامات داخل حركة فتح ذاتها، وتراجعت شعبية السلطة الفلسطينية بشكل متزايد.

العلاقات مع الاسرائيليين والانتخابات

و عندما سُئل الشيخ عن تهديد عباس بقطع العلاقات الأمنية أو حتى سحب الاعتراف بإسرائيل، وهو حجر الاساس في عملية أوسلو في التسعينيات، اجاب الشيخ ان “القيادة الفلسطينية على وشك اتخاذ قرارات مهمة وصعبة”. لا شريك لنا في إسرائيل. إنهم لا يريدون حل الدولتين. إنهم لا يريدون التفاوض “.

ديانا بطو، محامية ومستشارة سابقة للسلطة الفلسطينية

كرئيس لهيئة التعاون والتنسيق مع اسرائيل، ومساعد مقرب لعباس، يلتقي بكبار المسؤولين الإسرائيليين في كثير من الأحيان أكثر من أي مسؤول فلسطيني آخر.

قال مايكل ميلشتين ، الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية الذي اعتاد تقديم المشورة لـ الهيئة العسكرية المسؤولة عن الشؤون المدنية في الضفة الغربية ، إن المسؤولين الإسرائيليين ينظرون إليه على أنه “لاعب إيجابي للغاية في الساحة الفلسطينية”.

واضاف ميلشتين: “بسبب علاقاته الوثيقة مع إسرائيل ، يمكنه تحقيق الكثير من الأشياء الإيجابية للشعب الفلسطيني” ، بما في ذلك التصاريح ومشاريع التنمية. لكن معظم الفلسطينيين “لا يمكنهم حقًا قبول هذا النوع في صورة الزعيم فلسطيني، ويكون في الواقع هو الشخص الذي يخدم مصلحة إسرائيل”.

وقالت ديانا بطو،  محامية ومستشارة سابقة في السلطة الفلسطينية، في مقابلتها مع الاسيشوتيد برس، إن عباس يعتقد أن “مستقبل الشعب الفلسطيني مرتبط به كفرد” ، ويحيط نفسه بالموالين الذين لن يتحدوه.

و عندما الغى عباس فرصة اجراء انتخابات، بحجة ان إسرائيل لم تسمح بالتصويت في القدس الشرقية بأكملها. مع ان عدد قليل فقط من الناخبين في المدينة يحتاجون إلى إذن إسرائيلي ، رفضت السلطة الفلسطينية النظر في الترتيبات البديلة لاتمام اجراء انتخابات.

اتخاد عباس ومثله حسين الشيخ بحجة ان اسرائيل لا تريد اجراء انتخابات فلسطينية في القدس، قد يمنع الفلسطينيين من استبدال القيادة الحالية ، مما يتركها مترسخة لسنوات قادمة.

ديمتري ديلياني، عضو بارز في التيار الاصلاحي الديمقراطي المناهض للرئيس عباس

وقال ديميتري ديلياني ، عضو بارز في حركة فتح والذي يدعم التيار الاصلاحي الديمقراطي، المناهض لعباس، إن أياً من الدائرة المقربة من الرئيس غير قابل للانتخاب ، مشيراً إلى استطلاعات الرأي الأخيرة التي أظهرت أن ما يقرب من 80٪ من الفلسطينيين يريدون من عباس أن يستقيل.

وصف ديلياني الشيخ بأنه “شخص نشط وذكي” وبراغماتي يغتنم الفرص ولكنه كان أيضًا قصير النظر. وقال ديلياني “أبو مازن سفينة تغرق ومن كان على ظهرها سيغرق معه”.

 

 

Exit mobile version