الانتخابات الفلسطينية.. حتى يتبيّنَ الخيطُ الأبيضُ من الأسودِ

حركتي حماس وفتح

صالح العاروري من حركة، وعزام الأحمد من فتح، يوقعان اتفاق مصالحة في القاهرة في 12 أكتوبر ، 2017 . (الصورة: AFP)

منذ أن أصدر الرئيس محمود عباس المرسوم الرئاسي إيذاناً بإجراء الانتخابات الفلسطينية، وحالة من الضبابية تلّف التفاصيل المتعلقة بها.

إذ لا شكل ولا آلية محددة لهذه الانتخابات، سواء كان ذلك على الصعيد الجمعي الفلسطيني، أو على مستوى الترتيبات الداخلية للفصائل الفلسطينية.

قائمة مشتركة 

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن وجود توجه من الفصائل الفلسطينية لتشكيل قائمة مشتركة في الانتخابات الفلسطينية، كمخرج توافقي من حوارات القاهرة، لتجنب انتكاسة جديدة كالتي حصلت عام 2006.

الكثير من التساؤلات أُثيرت حول واقعية إمكانية تشكيل قائمة مشتركة بين فتح وحماس، على الرغم من وجود فوارق كبيرة في البرامج السياسية بين الفصيلين، والتي كانت سببا لاستمرار الانقسام سنوات طويلة.

الفكرة ذاتها، قادت لتساؤلٍ آخر، عن أسباب استمرار الانقسام لأكثر من 14 عاما، في وقت كانت فيه الحركتان قادرتان على الاتفاق على تشكيل قائمة مشتركة.

أخبار ذات صلة : هل تمزق الانتخابات الفلسطينية جسد حركة فتح وتكشف المستور؟

مخرج من المأزق وصدام مع الأنصار

يرى مراقبون أن فكرة القائمة المشتركة تجبر المجتمع الدولي على الاعتراف بنتائج الانتخابات، وأنها قد تعطي متنفساً  لجلب الهدوء في الساحة الفلسطينية.

وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري قد اقترح على أمين سر حركة فتح جبريل الرجوب، بالمشاركة بالانتخابات الفلسطينية ضمن قائمة مشتركة، ضمن صيغة تضمن للحركتين تخصيص 40% من المقاعد لكل منهما، و20% أخرى لفصائل أصغر. 

ميدانياً، تواجه فكرة القائمة المشتركة رفضا واسعاً بين أنصار حركتي فتح وحماس، في الضفة وغزة، الذين دفعوا ضريبة الانقسام بينهما من ملاحقة واعتقال وفصل من العمل.

حوارات القاهرة وشكل الانتخابات

لم تفرز حوارات القاهرة حتى اللحظة عن نتائج وترتيبات نهائية بخصوص شكل الانتخابات المقبلة رغم بقاء شهرين على موعد إجرائها، فما يدور حتى الان اشبه بعصف ذهني للخروج بتوافق واضح، يمنع أي صدام من شأنه عرقلة إجراء الانتخابات.

مخرجات حوار القاهرة، كان فقط ميثاق شرف، وقعت الفصائل المشاركة في الانتخابات الفلسطينية تتعهد فيه على سير العملية الانتخابية في كافة مراحلها بشفافية ونزاهة، وأن يسود التنافس الشريف بين القوائم المتنافسة بما يخدم ويعزز الوحدة الوطنية والمصلحة العامة وصون حق المواطن في اختيار من يمثله مع الالتزام بالقانون الانتخابي والأنظمة والتعليمات الصادرة بموجبه لتنظيم سير العملية الانتخابية.

القاهرة ترسم الطريق

ومن المتوقع أن تكون حوارات القاهرة، بوابة تكشف عن كل التفاصيل النهائية المتعلقة بكيفية إجراءات الانتخابات وشكلها الأخير، حتى يتبيّنَ للناخب الفلسطيني الخيط الأبيض من الأسود، ليكون مستعدا للاقتراع.

Exit mobile version