اجتماعات السلطة الفلسطينية.. “تمخض الجمل فولد فأراً”

السلطة الفلسطينية في جنين

الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يلقي خطابا حول جائحة كورونا. 5 مايو 2020. (الصورة: Flash90)

يرى المتابع لتحركات قيادة السلطة الفلسطينية مؤخرا أن التوصيات التي خرج بها الاجتماع الطارئ في مقر المقاطعة برام الله الذي دعا إليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وضم جلستين واحدة لمنظمة التحرير ومكتبها التنفيذي وواحدة للجنة المركزية لحركة فتح، أن السلطة الوطنية الفلسطينية قررت تحمل مسؤوليتها التاريخية الوطنية والاشتباك مع النضال الشعبي، الذي يتقدم له الشعب الفلسطيني اليوم في كل المدن والقرى والمخيمات في غزة والضفة والداخل المحتل عام 48.

توصيات نظرية بدون قيمة 

التوصيات التي خرجت بها قيادة القرار الفلسطيني في رام الله جاءت فضفاضة وعامة دون تفصيل.

إذ حملت التوصيات رائحة الشعارات، أكثر من التحركات الفعلية على الأرض لمواجهة العدوان على غزة، إذ يرى خبراء أن توصيات الاجتماعات جاءت لرفع العتب وتقليل حجم الانتقادات الموجهة لقيادة السلطة.

بعض التوصيات أكدت على أن الهدف الاستراتيجي يتمثل بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن فلسطين والاحتفاظ بالقدس الشرقية عاصمة لها، دون الكشف عن آلية تحقيق هذا الهدف.

كما دعت التوصيات لدعم صمود المقدسيين وأهل غزة، دون الكشف عن تفاصيل ونوع الدعم الذي يثبت الفلسطينيين في أرضهم.

وتطرق البيان الى توصية، تدعو الى مواصلة التحرك عربيا ودوليا وفي المحافل الدولية، لكنها لم تتخذ أي خطوات في هذا الاتجاه.

ماذا تريد السلطة

لم يحدد محمود عباس والمجتمعون معه آلية واضحة حول التحرك الدولي الذي نادى به، إذ لم لم يكشف عن نيته باتخاذ اجراءات عملية وسريعة قانونيا من خلال الموسسات التي انضم اليها ولا حتى ملاحقة المتهمين بتنفيذ جرائم حرب،  كما حدث بإلغاء التصويت على تقرير جولدستون عام 2009.

حيث تتابع السلطة بصمت التصعيد في غزة والقدس، دون التدخل أو حتى التلويح باتخاذ إجراءات بوقف التنسيق الأمني أو التنصل من الاتفاقات الموقعة مع الاحتلال في حال استمرارها بالعدوان على غزة.

الناشط الفلسطيني علاء ابو ذياب، قال عبر صفحته على الفيسبوك مخاطبا الرئيس محمود عباس: “قاعدين بنسكر تل ابيب وبنفتحها زي باب الثلاجة وانت مش عارف شو بدك!!”.

اللجنة تضييع للوقت

الاجتماع العاجل الذي جاء في وقت دقيق، تمر به القضية الفلسطينية، خلُصَ إلى تشكيل لجنة لدراسة الخيارات الواجب اتخاذها على المستويات كافة، والاتفاق على استراتيجية عمل موحدة للشعب الفلسطيني. 

هذا القرار يأتي في وقت قالت فيه الرئاسة الفلسطينية أن كل الخيارات متاحة أمامها للرد على العدوان الاسرائيلي على غزة.

السلطة سيف مسلط 

مقابل التضحيات المقدمة في غزة والقدس، أخذت السلطة الفلسطينية منحى مغاير تماماً، حيث أوعز الرئيس محمود عباس لقادة الجهزة الأمنية بمنع المسيرات والمظاهرات المساندة لغزة في كافة مدن الضفة الغربية، والهدف يتمثل منع حماس من الصعود في الضفة الغربية.

ووثقت فيديوهات تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي اعتداء أجهزة السلطة على مسيرات خرجت في الخليل ورام الله بالسحل والضرب والاعتقال، كما منعت بعض المسيرات من الوصول الى نقاط التماس مع الاحتلال.

هذه الممارسات التي تقوم بها السلطة على الأرض، وفق خبراء، تتعارض مع ما خلصت إليه اجتماعات القيادة الفلسطينية في رام الله.

بلالين وصواريخ في سماء فلسطين

في معركة ملكية السماء في فلسطين، ما بين صواريخ غزة وبلالين رام الله، يعيش المواطن الفلسطيني اليوم أمام صورتين متناقضتين، صورة تدعم مقاومة غزة، وأخرى تنتقد مقاومة رام الله الناعمة التي تعيش على وقع التنسيق الأمني مع الاحتلال.

الناشط خالد سليم، في منشور له على الفيسبوك يعلق قائلا: “شتان بين لوحة بلهاء تشوه السماء فيها بلالين غبية، ولوحة فنية ترسمها بأنقة وبراعة وجمال صواريخ تعرف طريقها”.

وينهي تغريدته: “ارتكوا السماء للقادرين على التحكم بها”.

أمام حالة التردد التي تعيشها السلطة الفلسطينية وعدم تحركها لردع إسرائيل ومنعها من ارتكاب مجازر في القدس وغزة، تحظى المقاومة في غزة بتأييد شعبي غير مسبوق ميدانيا وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما ظهر جليا بهتافات الفلسطينيين التي استنجدت بغزة لحماية المسجد الأقصى المبارك.

بدون رقابة
Exit mobile version