تركيا – بدون رقابة
نشرت صحيفة يديعوت تقريرا صباح اليوم الخميس 15 يوليو، كشفت فيه أرسال الرئيس التركي والمقربين منه رسالة لإسرائيل مفادها أن أنقرة معنية للغاية بتحسين العلاقات مع “القدس”، وعرضوا التوسط مع حركة حماس في قضية الأسرى والمفقودين.
وتقول الصحيفة ان المسؤولين إسرائيليين قالوا انهم لن عيدوا العلاقات دون إيقاف نشاط الجناح العسكري لحركة حماس في إسطنبول.
علاقة أردوغان وإسرائيل
وعرض تركيا على تل ابيب القيام بدور الوسيط مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، من أجل التقدم بقضايا عالقة ومهمة لإسرائيل، مثل قضية الأسرى وقضية المفقودين. هذا ما نقله السفير التركي لدى الولايات المتحدة مراد ماركان، والذي يعتبر من أقرب الأشخاص للرئيس التركي، والذي بدأ في مارس الماضي العمل في الولايات المتحدة.
من أولى المحادثات الّتي أجراها مراد ماركان لدى وصوله إلى واشنطن كانت مع الحاخام المعروف مارك شنايير، وهو حاخام أمريكي معروف ويترأس مؤسسة للتفاهم بين الأديان (اليهودد والمسلمين بشكلٍ خاص) حيث كان يتنقل في ال 15 سنة الأخيرة بين السعودية والإمارات وعُمان والبحرين وقطر. تم تصنيف الحاخام من قبل صحيفة نيويورك تايمز على أنه واحد من 50 حاخامًا الأكثر تأثيرًا في الولايات المتحدة. وهو حاخام كنيس هامبتون في نيويورك ومن ألقابه حاخام المشاهير في نيويورك.
تطبيع تركيا مع إسرائيل
تفاجأ الحاخام بطلب السفير التركي منه مساعدته في تنظيم أول حدث عام له في واشنطن: “وجبة إفطار خلال شهر رمضان المبارك، حيث تمت دعوة قادة مسلمون ويهود ومسيحيون إلى الحدث. وصرّح الحاخام لصحيفة يديعوت أحرونوت: “لقد فوجئت جدًا بهذه المكالمة، كما فوجئ آخرون في السفارة ووزارة الخارجية بكون هذا الأمر كان أول ما قام به السفير التركي” شنايير” تجاوب بشكلٍ إيجابي مع طلب السفير التركي، كما أنه ساعده في تنظيم الإفطار.
سفير تركيا في إسرائيل
وقد قال الحاخام شنايير بأنّ السفير التركي أبلغه بأن أردوغان قد أرسله من أجل تحسين العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، كما من أجل تحسين العلاقات بين تركيا ويهود الولايات المتحدة، وقال “شنايير” معلقًا على هذه الرسالة: “لقد أخبرت السفير بأنّه من المهم أولًا الاهتمام بتحسين العلاقات مع إسرائيل، وأنها يجب أن تكون الخطوة الأولى لتركيا”.
منذ ذلك الوقت ظل الاثنين على اتصال. يوم الأحد الماضي، استضاف الحاخام شنايير السفير التركي في كنيسه هامبتون في واشنطن، وألقى السفير التركي خطابًا أمام 250 ثريًا يهوديًا، بعضهم كانوا يرأسون منظمات كبيرة في الولايات المتحدة، وقد قال السفير التركي في هذا اللقاء بأن بلاده تسعى لتحسين العلاقات مع إسرائيل.
وقال السفير التركي: “يوجد لنا علاقات ممتازة بين الشعبين في العديد من المجالات، مثل الاقتصاد والسياحة والتجارة، لكننا قد نختلف قليلًا في السياسة وفي علاقاتنا السياسية مع بعض التيارات في الشرق الأوسط مثل علاقتنا مع حماس” ثم أضاف: “يجب علينا أن نحاول استغلال هذه العلاقات من أجل صالح إسرائيل” ثم أضاف: “هناك مفاوضات خلف الكواليس من أجل تحسين العلاقات بين البلدين”.
نوايا اردوغان
في اليوم التالي لهذا اللقاء، اتصل الرئيس التركي أردوغان برئيس الدولة هرتسوغ. بحسب ما قاله شنايير بأنّ هذا الاتصال جاء بسبب تقارب العلاقات بين السفير التركي في واشنطن مع اليهود في الولايات المتحدة.
خلال اللقاء في هامبتون، سأل الحاخام شنايير السفير التركي عن علاقات بلاده مع ايران وكيف تنوي بلاده تحسين العلاقات مع بايدن وإسرائيل، وجاءت إجابة السفير بأنه من الممكن التفاؤل بالحكومة الإسرائيلية الجديدة، حيث يبدو أن كلّ جديد ممكن معها.”
وقال شنايير: “أعلم بأنّ نية أردوغان لتحسين العلاقات جديّة وحقيقيّة، وذلك لأنه يعرف أنه من أجل تحسين العلاقات مع حكومة بايدن ويهود أمريكا عليه تحسين العلاقات مع إسرائيل. وفي حالة عدم قيامه بذلك، فمن الممكن أن يواجه مشاكلًا مع حكومة بايدن ويهود أمريكا. لا استطيع التنبؤ بنيته الحقيقية والقول بأنه مجرد تكتيك، الوقت فقط كفيل بتبيان النوايا الحقيقية لتحسين العلاقات.”
وتأتي رسالة أردوغان هذه بخصوص حماس بعد تصريحات الجانب الإسرائيلي بأن العلاقات مع تركيا ستكون أفضل في حالة كفّت تركيا عن احتضان وحماية أعضاء التنظيم “الإرهابي” حماس.وفقا لصحيفة يديعوت.
تركيا وإسرائيل
منذ زمن وتركيا ترسل إشارات لإسرائيل عن رغبتها في تحسين العلاقات مع القدس، لكن إسرائيل تنظر بريبة لهذا الأمر بعد توبيخ اردوغان العنيف لها إثر أحداث سفينة مرمرة.
باتت تركيا تضيّق على أعضاء التنظيم في أراضيها، حيث رفضت طلباتهم بالحصول على تأشيرات دخول وإقامات، كما تم استدعائهم للتحقيق والاستجواب لدى دخولهم/خروجهم من البلاد من أجل مراقبة تحركاتهم. كما أفادت تقارير أخرى بأن حماس تحاول تجنيد طلاب فلسطينيين يدرسون في تركيا من أجل ارسالهم إلى الضفة الغربية والقيام بأعمال إرهابية.
قام الرئيس التركي اردوغان بالاتصال بالرئيس الجديد هرتسوغ وتهنئته وذلك يوم الاثنين من الأسبوع الماضي، وقال له بأن هنالك إمكانيات كبيرة للتعاون بين تركيا وإسرائيل في العديد من المجالات. المحادثة المفاجئة استمرت 40 دقيقة، وحدثت بعد انقطاع طويل الأمد بين أردوغان والمسؤولين الإسرائيليين، على الرغم من أنه حافظ على علاقات جيدة مع رئيس الحكومة السابق رابين ريفلين.